ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك على جميع مواقع التواصل الاجتماعي؟ تطرحين علي هذا السؤال وكأنك تعاتبينني. لأنني سبق وحدثتك في مقالاتي السابقة عن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في علاقتك بحبيبك الذي تركك. وأكدت على أنك أبدا لا يجب أن تقومي بحظره عليها. لكن مع الأسف الأمر خرج عن سيطرتك وهو الآن من قام بحظرك على جميع هذه المواقع.
تتملكك مشاعر قوية ومتضاربة وتمرين بمراحل ترتفعين فيها وتنزلين كموجة لا ترسي أبدا على ميناء. تلك المراحل يمكن تلخيصها إجمالا في مرحلتين:
1. المرحلة الأولى: الاحساس بالقهر والعجز:
حبيبك قام بعمل بلوك لك على جميع مواقع التواصل الاجتماعي. أعلم أنك الآن في أسوء حالاتك. فالحظر أو البلوك، خصوصا إذا جاء بعد انتهاء العلاقة العاطفية، تعيشه المرأة كفراق ثاني وكهجر ثاني وكصفعة ثانية. وقد تعيشه بنفس ألم الفراق الحقيقي. ولعل أقرب وصف للإحساس الذي تحسه المرأة عندما يقوم حبيبها السابق بحظرها على منصات التواصل الاجتماعي هو القهر.
فالمرأة حتى بعد فراقها مع حبيبها، والذي لم تزل لم تستوعبه بعد، لازالت تمني نفسها بأنها مجرد سحابة عابرة وأنه لن يستطيع الاستغناء عنها. لكنها عندما تصدم بواقع البلوك الذي فَعَّلَهُ في حقها على مواقع التواصل الاجتماعي، تبدأ آمالها باستعادة حبيبها في التبخر، مما يجعل أملها يخيب وأفقها يضيق فتبدأ في الانهيار والنزول إلى القعر.
إن فقدان القدرة على التواصل مع الرجل الذي نحبه يعطينا إحساسا قاتلا بالعجز. فأنت لديك كلام كثير جدا، محبوس بداخلك، تريدين أن يعرفه ويفهمه. تريدين تبرير شيء ما، شرح شيء ما، إيضاح موقف ما… لكن لا مجال لديك لفعل ذلك.
قاهر جدا الإحساس بأنك لا تستطيعين التحدث معه أو مكالمته. وأنك بعد الآن لن تسمعي صوته ولن تتلقي رسائله. إحساس فضيع بالضياع والألم تولده تلك النقرة التي قام بها حبيبك في لحظة غضب أو يأس أو لامبالاة أو لأي سبب آخر.
2. المرحلة الثانية: الرغبة في الانتقام:
بعد مدة من الزمن غرقت فيها في البكاء والانتحاب واليأس. وبعد تأكدك من أن حبيبك قام فعلا بوضع بلوك لك على جميع مواقع التواصل الاجتماعي. يتحول بركان غضبك وخيبة أملك وألمك إلى رغبة جامحة في الانتقام.
نحن هنا لا نتحدث عن الحب، الحب دائما موجود وأنت دائما عاشقة. ولكنها الطبيعة البشرية مرة أخرى، والتي تفجر في لحظات ألمنا، أعمق ما فينا، ولكن كذلك أسوء ما فينا.
أول شيء أودك أن تفعليه هو أن تنسي تماما فكرة الانتقام تلك، فالانتقام هو أكبر مراتب الضعف. ونحن أبد لسنا نساء ضعيفات لننتقم من رجل كنا ولا زلنا نكن له الحب. كما أننا لسنا بالمجمل من نوع النساء اللواتي ينتقمن. الانتقام هو تعبير سيء جدا عن الغضب. ونحن أبدا لن نوجه هذا الغضب في طريق الانتقام وأقصد هنا الانتقام بمعناه المعروف، أي أن نؤذي إنسانا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في جسمه أو في ممتلكاته.
لكننا بالتأكيد سننتقم، ولكن على طريقة نون النسوة. على طريقة المرأة القوية الواثقة من نفسها والمتأكدة من أنها امرأة فريدة ولن تعوض. إذن ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك؟ إليك أكثر طريقة فعالة لرد اعتبارك.
3. ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك؟:
الرد في 5 خطوات:
1.3. لا تطارديه على مواقع التواصل الاجتماعي؟
هل قام حبيبك بعمل بلوك لك؟ إياك أن تسارعي إلى الانتقال بين منصات التواصل للبحث عن المنصة التي نسي أن يحظرك عليها، حتى تستطيعي مكالمته والاستفسار منه أو لتوضيح موقفك أو لطلب السماح أو لأي سبب آخر. إياك أن تفعلي ذلك مهما كانت رغبتك قوية.
تأكدي أنه باستثناء أن هناك شخص يموت أمامك في تلك اللحظة؛ وحبيبك هو الوحيد القادر على إنقاذه، لا شيء أبدا سيبرر تواصلك معه بعد أن حظرك. لا شيء سيبرر الإذلال الذي ستضعين فيه نفسك بهذا التصرف. ليس مسموحا لك بتاتا بملاحقته عبر منصات التواصل الاجتماعي في محاولة يائسة لمكالمته.
ثم لا تسقطي من حسابك أنه قد يكون قد عمل لك بلوك على جميع منصات التواصل. وهكذا كلما حاولت البحث وتجدد الأمل لديك، كلما تجددت الخيبة، عندما تكتشفين أنه أغلق جميع الأبواب أمامك. وأنه ببساطة لا يريد أي تواصل معك.
وحتى إن لم يكن قد حظرك على منصات التواصل جميعها فتأكدي أنك بتصرفك هذا ستدفعينه إلى القيام بذلك. فهو عندما قام بحظرك، ظن أنك امرأة مميزة وكرامتك خط أحمر. هو أكيد كان حبيبك، لذا يرى فيك مجموعة من الأشياء الجميلة وإلا لما ارتبط بك. لكن عندما تبدئين في النزول إلى هكذا مستوى وتبدئين في التسابق معه نحو المنصات التي لا زال بابها مفتوحا للتواصل معه، فتأكدي أنه حتى ولو كان يجد لك إيجابيات كثيرة وميزات عدة، فإنها ستبدأ في التلاشي، ولن يبقى منها سوى صورة تلك المرأة اليائسة التي تمضي كل الوقت تلاحقه من موقع إلى آخر.
إذن ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك؟ أولا إهدئي، ودعينا نخرج سوية من هذه البؤرة العميقة التي تتواجدين بها. دعيني أقودك إلى السطح. لكن ككل مرة أنا أؤكد لك أنه لا يمكنك أن تعتمدي على إلا بنسبة 50 بالمائة فقط. الخمسون المتبقية لا بد أن تمر عبر قوة أعصابك. فإذا ضمنت لي قوة أعصابك، أعدك أن الأمر كله سيصبح من الماضي خلال بضعة أسابيع، وربما حتى بضعة أيام.
2.3. توقفي فورا عن مطاردته في الواقع:
لن أمل من تكرارها لأنني أعي جيدا مدى أهميتها. توقفي ولا تلاحقيه بتاتا لا عبر منصات التواصل الاجتماعي ولا عبر الايمايلات أو الواتساب ولا في الواقع. ولا تفكري مجرد التفكير في أن تهاتفيه لتتأكدي إذا ما كان قد حظرك أيضا على الهاتف. أعلم أن الرغبة في الاتصال به عبر الهاتف ليست فقط قوية بل جامحة. تسيطر على أفكارك وعلى كيانك كله. وسؤال: هل قام بحظري على الهاتف أم لا؟ يتردد صداه في أعماقك كل ثانية. والأمل الباهت المنبعث من داخلك يخبرك أنه ربما لم يقم بحظرك على الهاتف. وأنك إذا قمت بمكالمته قد يرد عليك؟
هذا الأمل تبدئين في تغذيته كل لحظة حتى يسيطر على كل تفكيرك. فيصبح لديك شبه يقين أنه لم ولن يحظرك على الهاتف. فيبدأ قلبك في دفعك للتأكد من هذه الفرضية. إياك ثم إياك، سيكون بحق خطأ جسيما إذا ما أقدمت عليه. وستعيشين لبضع ثوان أكبر إذلال يمكن أن تتخيليه. كرامتك إلى حد الآن لاتزال محفوظة رغم أنه هو من تركك. فرجاء لا تبعثري ما تبقى منها لأن استرجاع تلك الكرامة سيتطلب وقتا أطول مما تتخيلين.
3.3. لا تقومي بإرسال رسائل مبطنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
حبيبك عمل لك بلوك، لا تقومي بأية ردة فعل ولا تغيري بروفايلك على أية منصة من منصات التواصل الاجتماعي. كما أنصحك دائما، دعي كل شيء مكانه. ردود الفعل في لحظات الحزن أو الغضب عادة ما تكون لها عواقب وخيمة.
ثم تأكدي، وهنا لا أقول ربما، بل كوني متأكدة من أن حبيبك، رغم أنه هو من قام بوضع بلوك لك على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، سيقوم بزيارة بروفايلك على جميع المنصات. سيفعل ذلك من حساب صديق آخر أو من حساب زائف بأي دافع كان: الفضول أو الندم أو تأنيب الضمير أو الاشتياق أو الملل أو الشماتة أو غيرها. لا يهم! المهم أنه سيقوم لا محالة بهذه الزيارات. وأنذاك، لا أريده أبدا أن يفاجأ بحجم البؤس واليأس الذي تغرقين فيه. لا أريده إطلاقا أن يكون ضيفا على المناحة التي تقيمينها على جميع منصات التواصل الاجتماعي. لأنه حينها سَيَفِرُّ بالمعنى الحرفي لكلمة فرار. والهوة التي بينكما ستتسع لدرجة قد سيصعب علينا اجتيازها.
إذا كنت تظنين بأنك برسائلك المبطنة وغضبك وألمك والسواد الذي ينتشر على بروفايلاتك ستسترجعين حبه، وتثيرين اهتمامه من جديد فأنت واهمة. الشيء الوحيد الذي سوف تثيرينه هو الشفقة. وستكونين محظوظة إذا لم تقترن بالاشمئزاز.
أظنك فهمت الآن أنه لا يجب عليك بالمرة نشر أية مقولات فيها رسائل مباشرة أو غير مباشرة موجهة له. لا شيء بتاتا يوحي بالسواد الذي تغرق فيه روحك بعد فراقه. لا أريده مهما بلغت معرفته بك وبطباعك وكلامك، أن يشتم رائحة العتاب أو الغضب أو الألم عبر منشوراتك أو صور بروفايلاتك. ستقولين لي: إذن ما العمل؟ وأنا سأجيبك.
4.3. ابقي طبيعية:
في مقالاتي السابقة، كنت أتحدث معك دائما على أساس أنه لا أنت ولا هو قمتما بحظر بعظكما على منصات التواصل الاجتماعي. وأكدت لك على ضرورة التلاشي وعدم الظهور بتاتا إلا بعد مدة من الزمن. باختصار إذا لم تكوني قد قرأت مقالتي السابقت: كيف أرجع حبيبي الذي تركني دون سبب؟ فأدعوك إلى الرجوع إليها حتى تتمكني من متابعتي وأنت ملمة بجوانب الموضوع.
في تلك المقالة منعتك بتاتا من نشر أي شيء على منصات التواصل الاجتماعي أو على واتساب وأمرتك بتطبيق الصمت المميت. لكن الأمر يختلف كثيرا هذه المرة.
1- الطبيعة البشرية:
حبيبك السابق تركك، وهو من قام بوضع بلوك لك على جميع منصات التواصل الاجتماعي. إذن بصيغة أخرى هو لم يترك لك أي منفذ للتواصل معه أو لتطبيق خطة الصمت المميت. لكن هذا لا يعني أنه لن يطلع على أخبارك.
كما أقول دائما، هو سيفعل ولو من باب الفضول. هو بدون شك سيقوم بالاطلاع على بروفايلك على هاته المنصة أو تلك، أو جميعها. صحيح أنك لا تستطيعي التحدث معه ولكن بالتأكيد تستطيعين إيصال رسالتك إليه. أظن أنك فهمت بالضبط ما أعنيه.
فهو عندما يطالع صفحتك على الفيسبوك مثلا سيجد أن شيئا أبدا لم يتغير لديك وأنك تعيشين حياتك بشكل طبيعي جدا. تنشرين نفس طبيعة المنشورات التي كنت تنشرينها من قبل وتتفاعلين بنفس الطريقة مع الأشخاص الذين كنت تتفاعلين معهم وهو موجود. تعلقين بنفس الطريقة وتضحكين وتسخرين وتناقشين تماما كما كنت من قبل.
صدقيني كل ذلك سيكون له تأثير مباشر عليه. وسيبدأ في طرح الأسئلة المتواترة: هل هي سعيدة؟ هل نسيتني بهذه السهولة أم تعرفت على شخص جديد؟ هل تعيش حياتها كأن شيئا لم يكن؟ وثقي بي هو سيطرح على نفسه هذه الأسئلة مهما كانت طبيعته ومهما كانت قوته. وهنا سأشرح لك شيئا مهما لتستوعبي.
2. طبيعة الصياد في الرجل:
سأعود بك مرة أخرى إلى الطبيعة البشرية. نحن كأشخاص تتملكنا دائما رغبة أن نكون مهمين حتى بالنسبة لأشخاص عاديين قد نعرفهم وقد لا نعرفهم. فالأحرى بالنسبة لشخص كان مغرما بنا ويعشقنا. لذا فحبيبك، ولو أنه هو من تركك، إذا لاحظ أن اهتمامك الذي كان كله منصبا عليه أدار الدفة إلى جهة أخرى، صدقيني هو من سيبدأ بالبحث في لائحة أصدقائك عن غريمه وسيجوب المنصات المختلفة بحثا عن هفوة أو منشور حزن أو أسى أو بوادر علاقة أو أي شيء آخر يؤكد شكوكه أو ينفيها. هو سيفعل ذلك حتى ولو كان ناويا على الفراق. سيفعل لأنها طبيعته منذ الأزل. طبيعة الصياد الذي يرفض أن يأخذ شخص آخر صيده، حتى لو كان لا يرغب به.
لتقريب الصورة لك الأمر بسيط جدا. ضعي نفسك مكانه وتخيلي أن حبيبك السابق، الذي كان متيما بك ولا يستطيع قضاء ساعة بدون مكالمتك، تعرف على فتاة أخرى بعد أن هجرته أنت بمحض إرادتك.
فجأة أصبح الاهتمام الذي كنت مركزه موجها لامرأة أخرى؛ والكلام والتصرفات والهدايا والدلع…كل هذا الأشياء أصبحت من حق امرأة أخرى. حتى لو كنت عازمة على ترك هذا الرجل لسبب أو لآخر، سوف يحز في نفسك أنه أدار الصفحة بهذه السرعة وتعلق بامرأة أخرى.
غريزة التملك والغيرة على ما نملك هي قاسم مشترك بين الرجال والنساء لكنها أضعاف مضاعفة عند الرجال. لذا لا تستغربي أبدا تغير تصرفات حبيبك الذي قام بوضع بلوك لك على مواقع التواصل الاجتماعي 180 درجة، حين يجدك انصرفت عنه إلى شيء آخر. حتى ولو كان هذا الشيء حياتك الطبيعية وأصدقائك.
5.3. لا تغرقي بروفايلاتك بالسواد والرسائل المبطنة:
طبعا لن أحتاج إلى أن أكرر لك أن العكس صحيح وبقوة. فحبيبك الذي عمل لك بلوك، إذا قام بجولة على منصات التواصل الاجتماعي للاطلاع على بروفايلك، ووجد السيدة غارقة في بحر من السواد والأقوال الموجهة له بشكل مباشر، ما بين غضب ورجاء وندم وحتى توسل، فتأكدي أن أول شعور سيتملكه هو الاشمئزاز . هذا الشعور يمكن بسهولة أن يتطور إلى الاحتقار.
أنا شخصيا أفضل أن يكرهك الرجل على أن يحتقرك. لأن الرجل يمكن أن يكره تصرفات امرأة وهو يحمل لها مشاعر الحب. لكنه أبدا لن يستطيع أن يحمل لها أية مشاعر جميلة مع الاحتقار. لذا فأنا أحذرك للمرة الألف من إغراق بروفايلاتك على منصات التوصل الاجتماعي بتلك الرسائل المبطنة والغير مباشرة الموجهة له، والتي تثبت شيئا واحدا فقط وهو أنك إنسانة بئيسة ويائسة.
4. اجذبيه بأن تكوني سعيدة:
لعلك فهمت، بعد كل ما قيل، أنك عندما تسألينني: ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك؟ سأجيبك فورا: كوني سعيدة.
إن أفضل ما يمكنك أن تفعليه، هو أن تظلي طبيعية جدا، بدون تفريط أو إفراط. فلا تقاطعي أصدقائك وعلاقاتك على منصات التواصل الاجتماعي. وفي نفس الوقت لا تبالغي في تصرفاتك فتمازحي ذاك وتعلقي على تلك، تعليقات ومزاح لم تكوني قط تقومين بهم من قبل.
ظلي أنت، كوني عادية وطبيعية لأن أي تغيير ولو بسيط في تصرفاتك، صدقيني سيلاحظه كمجس النبض الذي يلحظ أبسط الذبذبات. فكلما كنت بسيطة وتلقائية كلما كان الوقع عليه أشد وأقوى وكلما مَرَّرْتِ له رسائل، بدون كلمات، لكن لها وقع أقوى بكثير من الكلمات.
ليس هناك شخص على وجه الأرض تجذبه التعاسة، إلا إذا كان مريضا نفسيا. وطبعا الضد بالضد يذكر، ليس هناك شخص لا ينجذب للسعادة والفرح. هذه القاعدة هي بالضبط ما أريدك أن تطبقيه في هذه المرحلة لا أقل ولا أكثر. ستقولين لي: هل أكذب وأنافق وأتظاهر بالسعادة في حين أنني في قمة التعاسة؟؟ وأجيبك: نعم، هذا بالضبط ما أريد منك القيام به، التظاهر.
في هذه المرحلة الحرجة كل الوسائل يجب أن تستخدم والتظاهر أول هذه الوسائل. لقد تظاهرت مرات عديدة في حياتك ولا تقولي لي لم يحدث، لأن هذا مخالف للمنطق. كل شخص منا يتظاهر بشيء ما أو بشخصية ما أمام شخص معين أو مواقف معينة. والحقيقة أننا مزيج من كل هذه الشخصيات التي نتظاهر بها. والذي أطلبه منك الآن لتجاوز هذا المرحلة هو التظاهر بأنك طبيعية وسعيدة، بدون أدنى مبالغة. وأظن أنك تستطيعين فعل ذلك بكل براعة.
5. كوني ذكية في تعاملك مع أصدقائكما المشتركين:
فيروز تسألني: ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك ولدينا أصدقاء مشتركين؟ وهي فعلا نقطة أخرى جدا مهمة ويجب عليك التعامل معها بذكاء.
الأصدقاء المشتركون سواء، كانوا افتراضيين أو حقيقيين، احذري من أن تتعاملي معهم بأية طريقة فظة أو أن تشتكي إليهم. لا تعامل مختلف ولا حتى كلمة شكوى ولا حتى نصف كلمة ولا حتى نظرة أو طرفة عين لا شيء أبدا “أبو الهول”.
تتكلمين بطريقتك الاعتيادية وتضحكين كما كنت تفعلين من قبل. لن أستطيع التحدث عن كل حالة على حدا، لكنني متأكدة من أن كل سيدة تعي تماما متى يكون تصرفها طبيعيا ومتى يكون فظا وقحا، كما تعلم متى يكون مبالغا فيه أو منافقا أو متملقا. جميعنا ندرك ذلك ونعرف كل تغير في تصرفاتنا متى حدث ولماذا حدث. لذا ظلي طبيعية معهم جميعا وفي أقصى درجات الهدوء والاتزان.
في حالة ما إذا حاول أحدهم التطرق إلى الموضوع، بحكم قرابته منكما معا، فلا تدعي له أبدا مجالا لذلك. مهما بلغت درجة قربه منكما. لأنك بمجرد البدء بالكلام عن حبيبك السابق وعن علاقتكما العاطفية ستأخذ الأمور منحيين اثنين لا ثالث لهما: إما أنك ستغرقين في الدموع والأسى والعتاب والبؤس. وإما في الغضب والحقد.
وهما في المجمل حالتين لا أريدك أبدا أن تقعي فيهما. زيادة على أن كل ما ستقولينه أو تفعلينه سيصل بالتفصيل إلى حبيبك. لذا، ما لا ترضين فعله أمامه لا تفعليه أمام أصدقائكما المشتركين. والذين في كل الحالات لن يفيدوك بأي شيء. لذلك فإن أفضل ما يمكن أن تفعليه في هذه الحالة هو أن تملئي وجهك بابتسامة عريضة وتجيبي: “هذا موضوع منته”، ولا تضيفي بعدها حرفا واحدا وغيري الموضوع.
خلاصة القول:
ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك؟ لنفترض أنك كنت كما توقعتك تلك المرأة القوية المفعمة بالكبرياء وطبقتي كل ما قلت لك. ماذا سيحدث بعد ذلك؟
ببساطة سيلاحظ الحبيب السابق أنك أبدا لست مهتمة. وأنك أبدا لا تحاولين التواصل معه ولا السؤال عنه لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة. حتى أنك التقيت مرات عديدة بصديقه المقرب ولم تكلفي نفسك حتى عناء السؤال عن أحواله. وهنا في الأغلب سيقوم بإزالة البلوك الذي طبقه عليك من قبل، حتى يدع مجالا للتواصل معك برغبة كبيرة يملأها الفضول لمعرفة ما يجري؟ وكيف تغيرت 180 درجة في بضعة أسابيع؟
أبدا لا يهم ما يفكر به وما هي دوافعه. المهم أنه أخيرا استسلم وعاد. وهنا يبدأ دورك فلا تقومي بأي شيء قبل قراءة مقالتي المقبلة: لماذا يفك الرجل البلوك؟
تحياتي لك.