ترينه كل صباح وأنت في طريقك إلى الجامعة أو إلى العمل. واثق الخطوة يمشي ملكا. تحسين بأن الزمن يتوقف عنده وقلبك تتزايد نبضاته. تعيشين كل يوم على أمل رؤيته. وتحسين في أعماقك بكل كلمة في جملة الست “وإن مر يوم من غير رؤياك ما ينحسبش من عمري”.
كلنا عشنا تلك اللحظات، ولا أحد يمكن أن يتجرأ على نفي أنها من أجمل اللحظات في حياة الانسان القصيرة والمليئة بالأحاسيس المختلفة. إحساس لا يمكن وصفه أو التحكم فيه لكنه في النهاية يجعلك سعيدة ومشرقة ويعطيك رغبة في الحياة لا يمكن أن يمنحك إياها أي إحساس آخر.
لكن هذه اللحظات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد وإعجابك المتزايد به يدفعك إلى التطلع إلى مرحلة موالية. مرحلة يمكنك فيها مكالمته أو التقرب منه أو حتى إلقاء السلام عليه. غير أنك عزيزة النفس و لا يمكنك المبادرة بذلك، خصوصا وأن مجتمعاتنا العربية لا تحبذ أبدا هذا النوع من المبادرة. فالرجل العربي مهما بلغ تفتحه وثقافته يظل في قرارة نفسه رافضا لامرأة تأخذ المبادرة للتعبير له عن حبها. ستقولين لي: إذن ما العمل، وكيف أجذب شخصا يعجبني؟
في هذه المقالة سأجعلك تغوصين معي في تقنيات الجذب التي أتبث علم النفس بعضها. وسأشرح لك تفاصيل لعبة الجذب التي لا تمس مطلقا بكبرياءك.
1. محاكاة حركاته وتصرفاته:
1.1. نظرية المحاكاة في علم النفس:
أول خطوة سنقوم بها هي استعمال نظرية من علم النفس لإثارة انتباهه. هذه الطريقة رغم أنها حصيلة أبحاث كثيرة جدا في علم النفس السلوكي إلا أن تطبيقها سهل جدا وبسيط.
لنفترض مثلا أنك تقابلين ذلك الشخص يوميا ويستطيع رؤيتك وتستطيعين رؤيته. حاولي كلما رأيته أن تقلديه وأن تقلدي حركاته. فإذا تبسم لك تبسمي له بنفس الطريقة وإذا نظر إليك باستغراب بادليه نفس النظرة؛ وإذا كان دائما يضع يديه في جيوبه وهو يمشي إفعلي نفس الشيء…
إن ما يطلق عليه في علم النفس السلوكي بالمحاكاة هي أقرب طريقة تعطي للآخر إحساسا أنك تشبهه وأنك تنتمي إليه. وترسل إشارات إلى عقله الباطن أن هناك شخصا يشبهه ويتوافق معه لأننا عادة كأشخاص نحب من يشبهنا ونخاف ممن يختلف عنا. هي طبيعة بشرية أخرى قد لا نفهمها لكنها حاضرة بقوة في حياتنا.
قد ننجذب لشخص مختلف عنا تطبيقا لمبدأ الفيزياء الذي يؤكد أن الأشياء ذات الشحنات المختلفة تتجاذب بقوة. لكننا نظل دائما على حذرنا، في حين أنك عندما تجد شخصا يوافقك في كثير من طباعك فإنك تستسلم معه للإحساس بالأمان والانتماء.
يجب أن أعود إلى نقطة المحاكاة مرة أخرى لأؤكد على شيء أساسي في لعبة الجذب هذه. وأنت تقومين بعملية المحاكاة تجنبي تماما أن تنظري إلى عينيه. فلكي أجذب شخصا يعجبني يجب أن تكون حركاتي تلقائية وكأنها طبيعية. فأنت إذا نظرت إليه وأنت تقلدينه أعطيته إحساسا غريبا أنه مراقب أو أنك مجنونة فتفسدين بذلك كل شيء.
2.1. مثال فعلي للمحاكاة:
سأحاول أن أقرب لك نظرية المحاكاة أكثر عبر مثال لكن ركزي معي جيدا. أنت تلتقين هذا الرجل كل صباح عند محطة الباص. تقفان متباعدين، هو وحده أو مع أصدقائه وأنت كذلك. أنت تنظرين في اتجاهه حتى يمكنك محاكاة حركاته لكنك أبد لا تنظرين إليه. وأعلم جيدا أن معظمكن قد فهمن ما أقصد ومعظمكن تستطعن بسهولة النظر إلى شخص ما دون النظر إليه بشكل مباشر. برافووووووو، أصبت، تفادي التقاء نظراتكما. هذا كل المطلوب منك لكيلا يحس أنك تنظرين إليه.
بالموازاة مع ذلك ركزي نظرك على شيء بجانبه أو فوق راسه أو خلفه دون أن تزعزعي نظرك. وعندما ينظر هو إليك، لأنه بالتأكيد سيحس بعينين تنظران في اتجاهه، هاته الأشياء كلنا نحسها. عندما ينظر إليك قومي بتغيير نظرتك ببطء من الشيء الذي كنت تركزين عليه إلى عينيه لتلتقي نظراتكما. لكن لا تقومي بأي شيء آخر. فإن ابتسم لك ابتسمي ثم اخفضي عينيك وإن نظر إليك مستغربا بادليه نفس نظرة الاستغراب وهكذا… أي قومي بمحاكاة حركاته ونظراته بشكل مباشر. ثم ابتسمي له وأبعدي نظرك عنه مباشرة بعد تلك الابتسامة حتى يعتقد أن كل ذلك كان صدفة وأبدا غير مقصود. بدليل أنك لم تنتهزي فرصة نظره إليك لتمرري أية رسالة. مع أننا نعلم أنا وأنت أن جميع الرسائل مرت في تلك الابتسامة التي اختزلت في ثانية أو أقل.
3.1. فؤائد تطبيق نظرية المحاكاة لجذب شخص ما:
أجمل ما في هاته الطريقة بالنسبة لك شيئين اثنين: أولهما أنه تعرف عليك وعرف أنك موجودة على هذه الأرض. لم يرك بعينه فقط بل مرت بينكما لحظة جميلة ولو بعمر عدة ثوان. المهم أنكما تقاسمتما شيئا مميزا. وثانيا هو أنك بطريقتك تلك، جعلته يعتقد أنه هو من كان ينظر إليك وليس أبدا العكس. فتكون السيدة قد أثارت انتباهه وهي محتفظة بكامل كبريائها.
ستقولين لي: هل هناك خطوة ثانية تمكنني من أن أجذب شخصا يعجبني؟ وساقول لك طبعا يجب أن تكون هناك خطوة ثانية وإلا ما جدوى كل ما قمت به.
2. كوني صبورة ووطدي علاقتكما بذكاء:
1.2. الصبر والذكاء هما أقوى أسلحتك في هذه المرحلة:
كيف أجذب شخصا يعجبني؟ الجواب في كلمتين: الصبر والذكاء. في هذه المرحلة يجب أن تكوني ذكية جدا وصبورة جدا إذا كنت فعلا تودين جذبه. فعندما تلتقين به بعد ذلك الحدث الذي مر بينكما انظري إليه بشكل طبيعي وابتسمي ابتسامة خفيفة جدا على قدر ابتسامته. والأغلب أنه هو الآخر سيبتسم لك وربما قد يلقي عليك التحية. في هذه الحالة ردي التحية بابتسامة وإماءة رأس، وتذكري: لا تتسرعي. في هكذا مواقف كل تسرع قد يفسد كل ما قمت به أو ما تنوين القيام به.
لا تعلني انتصارك من ابتسامة ولا تندفعي باتجاهه. قوة أعصابك يجب أن تتدخل هنا أيضا. فمهما كانت درجة إعجابك به ومهما بلغت سرعة دقات قلبك فهو لن يستطيع سماعها. هو في كل الحالات لا يمكنه أن يعرف إلا ما يراه. فكوني ذكية وحذرة ولا تدفعك ابتسامته الجميلة إلى أخطاء يصعب تداركها.
2.2. سلبيات التسرع:
الصبر مطلوب جدا في مثل هاته الأمور والتسرع هو أكثر شيء يفسدها. فتسرع المرأة في بداية علاقتها له وجهان كلاهما أقبح من الثاني: أولا تسرعك يخيف الرجل كثيرا ويعطي إشارة إلى عقله الباطن بالتراجع. عقله الباطن يوحي له بأن المرأة التي أمامه امرأة غير طبيعية. ويالتالي فهي لن تثير فيه غريزته الطبيعية والتاريخية كصياد وبالتالي تفقد أهميتها بالنسبة له. فإذا كان منصفا مع نفسه ومعك سيتركك ويفر. أما إذا كان غير متزن وغير سوي، فسيستغلك أبشع استغلال ثم في الأخير كذلك سيفر. لذا لا تتسرعي أبدا في مثل هذه الأمور وتسلحي بالصبر لأنه كفيل بتحقيق معجزات في حالتك هذه.
الوجه القبيح الثاني للتسرع هو الانطباع الذي يمكن أن يكون خاطئا، وأقول “يمكن” لأنني بطبيعتي الأنثوية أعلم أنه ليس كل امرأة تعبر بسرعة عن مشاعرها هي امرأة سهلة. لكن مع الأسف هذا هو الانطباع الذي يبعثه ويرسخه تصرفك المتسرع. بل وأحيانا نجد حتى بين النساء من تعتبر المرأة المتسرعة في علاقاتها وفي الإفصاح عن مشاعرها امرأة سهلة. والخطير في هذا الانطباع هو أنه صعب جدا إزالته. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يصعب كثيرا أن تجدي رجلا يفكر جديا في الارتباط بفتاة سهلة. لذا تسلحي بالصبر ولا تتسرعي أبدا.
يمنكك الاطلاع في نفس السياق على مقالتي: كيف تجعلين حبيبك مهووسا بك؟
3. مظهرك الخارجي مهم جدا في هذه المرحلة:
أحب أن أذكرك بأن الخطوة الأولى هي عادة أصعب خطوة وأنت قمت بتجاوزها بنجاح. الآن هو يعرفك وتتبادلان التحايا عن طريق الابتسام أو عن طريق كلمات مبهمة عن بعد، لا يهم. المهم أنه إذا كان يعجبك كثيرا وتريدين جذبه عليك أن تبدئي باستمالته شيئا فشيئا وببطء. ولفعل ذلك، يجب عليك التركيز على مظهرك الخارجي قليلا. فمهما سمعت من شعارات وأقاويل وأحاديث عن أهمية الجانب الروحي فصدقني لا أحد يهتم بروحك (إلا عزرائيل).
لذا إذا كنت أرغب في أن أجذب شخصا يعجبني فعلي الاهتمام بمظهري الخارجي. أنا هنا لا أتحدث عن الجمال، لكنني أقول المظهر الخارجي والذي له دور مهم في الفترة التي تلي تعارفكما عن بعد. فإذا كانت هناك أشياء يمكن أن تحسنيها فافعلي ولا تترددي، بدون إفراط طبعا حتى لا تسقطي في المبالغة. حاولي خسارة بعض الوزن إذا كنت غير رشيقة فالإحساس بالرشاقة هو أكثر إحساس يعطي ثقة بالنفس. رتبي ما ترتدين من ملابس فلا هي مبهرجة مضحكة أو مقززة ولا هي غامقة منفرة. كوني بين الأمرين. كوني أنيقة وراقية، مكياجك هادئ وجميل ومتناسق، مشيتك يجب أن تترجم كل كبريائك وشموخك دون أن تسقطك في التكبر. ضعي في حسابك أنه قد يلاحظ هاته الأشياء ولو عن بعد وبأسرع مما تتصورين فلا تهمليها.
شيئا فشيئا ويوما بعد يوم ستبدئين في احتلال حيز من حياته ولو لم يتم أي لقاء مباشر بينكما. سيبدأ في التفكير فيك يوميا وسيبدأ في التلهف للذهاب إلى محطة الباص لرؤيتك. وغالبا ما سيبحدث عنك بعينيه بين الواقفين. طبعا أنت كذلك ستفعلين لكن بذكاء لن يلحظ معه أبدا لهفتك إليه. لكن هو على العكس ستلاحظين لهفته في حركاته ونظراته لأن الرجال عادة أسرع وأوضح في الإفصاح عن مشاعرهم.
4. اختفي فجأة:
وصلت إلى هذه المرحلة؟ رائع!! آخر شيء وننتهي من صفة الرجل الغريب ليصبح الرجل القريب أو الحبيب. أصبح متعلقا بك؟ جيد، اختفي عن الأنظار لمدة أيام، لا يراك أبدا ولا يلمح طيفك. وإن كان معك بالعمل أطلبي ترخيص غياب دون علمه وتبخري في الهواء. حتى ولو كانت هذه المرحلة صعبة عليك اضغطي على نفسك فهو لن يفقد ذاكرته ولن ينساك لمجرد أنك غبت عنه عدة أيام. كل ما سيحدث هو أنه سيبدأ بالتساؤل أين أنت وماذا أصابك؟ وقد تصل هذه التساؤلات إلى درجة القلق وحين يبدأ قلقنا على شخص ما عادة ما يكون هذا القلق مصحوبا بشوق أو بحب. وفي حالتك هذه سيكون بالتأكيد مصحوبا بشوق لأننا لم نصل بعد إلى مرحلة الحب.
كوني أكيدة أنه خلال فترة غيابك سيلوم نفسه ألف مرة لأنه لم يكلمك من قبل ولم يأخذ رقم هاتفك لكان اتصل بك الآن ووفر على نفسه كل هذا القلق. وهذا الشيء هو ما سيقوم بفعله بمجرد أن تظهري من جديد. فاحرصي أن تكون في غاية الأناقة والرقي بعد غيابك هذا.
تحياتي لك.
