عادة ما يكون الدخول في علاقة حب شيئا سهلا، لكن الاستمرار في العلاقة هو الذي يستلزم الكثير من التركيز والذكاء العاطفي. خصوصا أن علاقات الحب دائما ما تبدأ قوية وملتهبة ثم تبدأ في الفتور. في هذه المقالة سأخبرك كيف تجعلين حبيبك مهووسا بك؟ وسأحدثك عن مجموعة أسرار ستجعل علاقتك بحبيبك تحافظ على وهجها وبريقها وتجنبك السقوط في أخطاء قاتلة ترتكبها أغلب النساء العاشقات.
1. لا تكثري من كلمات الحب:
تحبينه ويبادلك المشاعر، جيد جدا. عيشي هذا الحب بكل مشاعرك وتمتعي به بجوارحك، وكوني سعيدة فأنت تستحقين السعادة. لكن أن تكوني عاشقة ليس معناه أن ترددي كلمات العشق والهوى على مسامع حبيبك صباح مساء فذلك ممل جدا حتى ولو جاء من شخص نحبه. أعود فأذكرك بقاعدة أن كل ما هو كثير يفقد قيمته، ما يعطي القيمة للشيء هو دائما قلته. انظري من حولك بسرعة وقولي لي: متى كانت “البضائع” المتوفرة بكثرة في السوق غالية الثمن؟ نفس الشيء ينطبق على الانسان (مع تحفظي الكامل على كلمة “بضائع”).
في كل مقالاتي السابقة كررت عليك حتى أصابك الملل أن كل شيء متوفر بكثرة نحن لن نعطيه قيمة. كررتها لك في كل مقالاتي ليس حبا في التكرار ولكن لأن هذه القاعدة الإنسانية الراسخة تنطبق بشدة على العلاقات العاطفية. إذا لم تكوني قد اطلعت بعد على مقالتي: كيف أرجع حبيبي الذي تركني بدون سبب؟ فافعلي ستقربك كثيرا من المعنى المقصود.
فمهما كان حبيبك مهووسا بك، صدقيني هوسه سيفتر إن لم يخمد تماما لمجرد أنه يستمع إلى كلمات العشق والتعلق منك كل يوم. أجبينني أنت: أي حافز يمكن أن يتوفر عليه حبيبك للتقرب منك ومحاولة إرضائك وإسعادك إذا كنت أنت في الأصل راضية وسعيدة لمجرد تواجدك بجانبه؟ بالطبع لن يبدل أي مجهود وسيبدأ حبه في الخفتان شيئا فشيئا إلى أن ينتهي. هي صعبة التصديق قليلا لأنها تبدو متناقضة، لكن تأكدي أنك بإغراقك لحبيبك بكلمات الحب والعشق فأنت على الطريق الصحيح لفقدانه. طالعي في نفس السياق مقالتي حول الموضوع: كيف أجعل حبيبي يتعلق بي؟
2. أنت أبدا غير مضمونة:
في نفس السياق وبنفس المنطق أقول لك: حتى تجعلي حبيبك مهووسا بك لا ترسخي في ذهنه بتصرفاتك أنك امرأة مضمونة. لماذا؟؟ أنا متأكدة أنك تعرفين لماذا إذا كنت متابعة لمقالاتي وإذا كنت أول مرة تقرئين إحدى مقالاتي فسأقول لك لماذا؟ لسبب بسيط جدا، وهو أن ما يضمنه الرجل، مهما كان هوسه به، يضعه ديكورا في مكان ما ويبحث عن شيء آخر. شيء يرفع لديه مستوى الادرينالين لأن هذا هو الرجل ببساطة.
وصراحة من أنثى إلى أنثى، ولو أن طبيعة الإناث مختلفة كثيرا، قولي لي: إذا كنت ملهوفة على شيء ما، مهما بلغت قيمة هذا الشيء وأهميته لديك. عندما تحصلين عليه وتضعينه في مكان ما من بيتك أو من غرفتك وأنت ضامنة أنك ستجدينه هناك متى رغبت به. بكل أمانة، هل ذلك الشيء ستكون له نفس القيمة التي كانت لديه قبل أن تحصلي عليه؟ هل ستهتمين لأمره يوميا وتطلين عليه لمعرفة ما إذا كان لا يزال يحتفظ بجميع مميزاته أم أنه تغير؟ أم أنك ستفكرين به فقط عندما تكونين بحاجة إليه؟
أجيبي نفسك بكل صدق وأمانة وستعرفين أن ما ينطبق على الرجال في هذه النقطة ينطبق على النساء. فمهما بلغ شغفه وهوسه بك في البداية، بمجرد أن تبدئي في تلك العبارات البئيسة من قبيل: قل لي أنك لن تتركني أبدا. لا أستطيع العيش بدونك. حياتي لا طعم لها بدونك. لم أستطع النوم البارحة لأنك لم تكلمني… عندما تبدئين في هذا الهذيان تأكدي أنك قد بدأت في فقدان مخزون جاذبيتك ووضعت رجلكيك على أول طريق النهاية.
1.2. أحبي ولكن لت تتصرفي كعاشقة:
فلكي تجعلين حبيبك مهووسا بي، فرقي رجاء بين أنك تحبينه ولا تستطيعين العيش بدونه، وبين أنك تتصرفين على هذا الأساس كل يوم وتوصلين له هذا الإحساس في كل دقيقة. لا أحد سيؤاخذ عليك حبك وهوسك بحبيبك. حبك عيشيه بحرية لكن أبدا لا تدعي هذه الحرية تدفعك إلى تصرفات وكلمات أقل ما يقال عنها أنها “بئيسة”.
الاعتراف بالحب في حد ذاته شيء رائع. لكن المكان والزمان والطريقة مهمين كثيرا جدا. كوني سعيدة وتصرفي على هذا الأساس لكن لا داعي لأن يعلم حبيبك أن سعادتك رهينة بتواجده في حياتك. ولا داعي أن تشعريه بأنك تلك السيارة الرائعة التي كان سيموت ليحصل عليها لأنك ستصبحين مثلها. فمهما غلا ثمنها ومهما تلهف للحصول عليها بمجرد أن يضمنها ويمر عليها القليل من الوقت ستفقد قيمتها وسيرغب في تغييرها.
لكي تجعلين حبيبك مهووسا بك؟ كوني عزيزة النفس، قليلة الكلام، غامضة. كلماتك في الحب نادرة وإن تواجدت مبهمة أو عبارة عن تلميحات. كوني شامخة دون تكبر. عواطفك بخيلة، فالرجال يعشقون المرأة التي لا تجود بعواطفها بسرعة وبكثرة لأنها توقظ بداخلهم طبيعة “الرجل الصياد” الأزلية. كوني غامضة ولو لم تكوني عميقة، فإن لم تستطيعي فحاولي وتأكدي أنك إذا كنت مضمونة لحبيبك ستفقدينه في النهاية.
3. لا تلتصقي به:
أرجوك لا تكوني تلك المرأة التي تلتصق بالرجل فلا تستطيع فراقه. في اللقاءات كما في المكالمات الهاتفية كما في المراسلات الكتابية، دائما ما يظهر رغبته في الذهاب فتحاولين الضغط عليه بطريقة أو بأخرى ليبقى. مرة بالتوسل وأخرى بالدلع أو بالطلب المباشر أو بأية وسيلة أخرى…
مهما تعددت وسائلك ومهما أبدعت فيها فهي تؤدي إلى نتيجة واحدة: خمني؟؟؟؟؟ لا لا ليس أبدا ما تفكرين فيه من أنك امرأة عاشقة مشتاقة، وحبك يدفعك إلى البقاء معه أطول وقت ممكن لأنه أهم شخص في حياتك. أبدا ليس ذلك. بل أنك امرأة ليس لها أي شيء مهم تقوم به وليست لها حياة من دونه ولا تستطيع العيش بدونه. وأحيانا سيجدك امرأة مملة وحتى متسلطة لأنك تحرمينه من حريته ومن أصدقائه ومن مباريات الكرة ومن كل الأشياء التي يحبها ويريد أن يقوم بها بدل الساعات الطوال التي ترغمينه فيها على الحديث معك عبر الهاتف.
هو كل حياتك؟ إليك الحقيقة المرة: أنت أبدا لست كل حياته. فالرجال مهما بلغت درجة عشقهم وهوسهم بالمرأة هناك دائما أشياء كثيرة يحبونها بالموازاة مع ذلك. وشدة التصاقك به تحرمه من التمتع بكل هاته الأشياء. فإذا كان هو متعتك الوحيدة فأنت لست متعته الوحيدة. تريدين حبيبك مهووسا بك؟ دعيه يتمتع بحريته كما يشاء، فالالتصاق سيدتي يضايق جميع الرجال فوق هذه الأرض فلا تكوني تلك المرأة التي سيبدأ في الكذب عليها للتخلص منها. لأنه متى بدأ في ذلك ستبدأ مشاعره اتجاهك في البرود شيئا فشيئا إلى أن تتجمد.
4. لا تتخلي أبدا عن حياتك الخاصة:
لا تصدقي متى سيتصل حبيبك لتنقضي على الهاتف وكأن غير مصدقة أنه اتصل بك. بل إنك تطلين على هاتفك كل ثانيتين للتأكد أنه لم يتصل. وبخيبة أمل تدخلين على الرسائل النصية وعلى المحادثات الخاصة في جميع مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد أنه فعلا لم يتصل. تقضين اليوم ملتصقة بهاتفك في انتظار هذا الاتصال الذي قد يأتي وقد لا يأتي.
وفي خضم هذا الانتظار يبدأ صبرك في النفاذ وقلقك في التزايد. لذا بمجرد أن يرن الهاتف تقفزين من مكانك وقلبك ينبض بشدة وترجين الله أن يكون اسمه أو رقمه هو الذي على الشاشة. تخلقين جوا من الانتظار رهيب لا يمكن أن تكون نتيجته إلا أنك بمجرد مكالمته لك تضعفين فتبدأ كلمات الحب في الخروج من بين شفتيك كالشلال.
وأحيانا يصل بك جهلك لطبيعة الرجل إلى المعاتبة أو التوسل أو استجداء الحب. كل هذه الأجواء أنت زرعتها بداخلك كنبتة صغيرة وبدأت في سقيها شيئا فشيئا حتى أصبحت ضخمة وضللت بألمها وقلقها على حياتك. فأصبحت تنامين وتستيقظين وعينيك على الهاتف وكأنك ليس لديك أي شيء آخر لتقومي به.
قوي جدا تأثير الحب علينا لدرجة أنه ينسينا ذواتنا ويجعل قلوبنا تنبض على إيقاع شخص آخر. لكن مع الأسف هذا النوع من الحب نهايته غالبا ما تكون مخيبة جدا للآمال. لأن ما تجدينه أنت متعة بعيشك على إيقاع شخص آخر الرجل يجده التصاقا وحدا من حريته وضغطا إضافيا على حياته التي ربما تحمل ما يكفي من الضغوط.
1.4. نصيحتي إليك:
عندما يحس الرجل بل دعينا نقول الانسان، رجلا كان أو امرأة. عندما يحس أن الطرف الآخر الذي تربطه به علاقة عاطفية شخص متفرغ. حياته كلها تدور حوله وليس له أي عمل مهم يقوم به غير انتظاره. هنا تكون المشكلة، لأن لا أحد يتحمل هذا العبء عاطفيا. هو يحبك ومهووس بك لكن يريدك مستقلة، لك حياتك وأصدقائك وعائلتك وعملك أو دراستك…
الرجل أبدا لا يحب المرأة التي تلغي حياتها وكيانها وتنصهر فيه، لأنه لا يريد إنسانا بداخله وإنما يريد إنسانا بجانبه. يحبه لكنه مستقل عنه. الرجل يريد امرأة مثله في طبيعته، عاشقة لكن لديها عشرات الأشياء المهمة في حياتها ولها أولويات لا تتنازل عنها ولا تأخرها إذا جاء وقتها مهما كانت مشاعرها. امرأة قوية ومستقلة وعاشقة وذكية. أعلم أنها صفات كثيرة لكن صدقيني هي أبدا ليست مستحيلة الاجتماع في امرأة واحدة.
5. كوني مميزة:
نتحدث عن التميز فيذهب بال الكثيرات إلى الجمال الخارجي في حين أن المقصود ليس أبدا هو الجمال. قد يكون الجمال مكونا من المكونات لكنه ليس بالتأكيد الأهم. سأشرح لك معنى التميز لتقتنعي أن الجمال مهما بلغ، أبدا لا يستطيع أن يجعل منك امرأة مميزة وأن يجعل حبيبك مهووسا بك. ببساطة لأن التميز شيء مرتبط بشخصية المرأة وليس بشكلها.
كم مرة كنت مع صديقاتك في الشارع وصادفتن رجلا رائعا مع امرأة أقل ما يقال عنها أنها أقل من العادية. ومع ذلك هو يتأبط ذراعها بكل اعتزاز وكأنه يمتلك العالم. وكم من مرة أنت كامرأة بدأتي بالتحدث إلى امرأة غاية في الجمال لكنك بعد خمس دقائق أو أقل بدأت بالشروع بالملل والاختناق وأصبح هاجسك الوحيد هو متى ستصمت. أنا متأكدة أن ذلك حصل معك على الأقل مرة واحدة في العمر. وهذا الذي حصل معك هو الدليل أن جمال المرأة ليس أبدا ما يميزها وأن التميز يرتبط بأشياء أخرى قد يحمل لها الجمال نفسا إضافيا رائعا، ولكنه أبدا ليس شرطا لتكون المرأة مميزة.
1.5. جوهر التميز:
التميز مرتبط بالتأكيد في جزء منه بما هو خارجي ولكن ليس أبدا بالجمال بل بكيف أنت من الخارج. تريدين أن يصبح حبيبك مهووسا بك؟ كوني راقية في وقفتك وأنيقة. رأسك دائما مرفوع دون استعلاء. مشيتك فيها الكثير من الثقة دون غرور وملابسك البسيطة أو الغالية متناسقة بشكل رائع دون بهرجة. عندما تحملين مجوهرات فأنت تختارين الراقي والجميل والأنسب وعندما يغطي المكياج وجهك قد لا يحس الآخر أصلا أن هناك طبقات من الماكياج تغطي وجهك. لمسة من الرقة تطبع كل حركاتك وصوتك أبدا لا يعلو. صوت دافئ وعميق وكلمات موزونة لا تجرح ولا تحيل على معاني فاحشة. نظراتك فيها رقة وليس فيها نداء أو إغراء.
أشياء كلها تحيل على خاصيات خارجية لكن جدورها التي تغديها موجودة بالداخل. ثقة بالنفس ومستوى ثقافي (ولا أقول تعليمي، لأن التعليم لا يحدد أبدا شخصية الانسان). واتزان في الشخصية وحب تعيشنه في البيت مع أسرتك وفي حيك مع جيرانك وأصدقائك، مع الطفل الصغير في الشارع ومع العجوز. نسمة تهب على الجميع وشخصية مميزة تغري بالاكتشاف وتفرض الاعجاب. تنظر إليها فتحس بأنها مميزة حتى بدون كلام.
لن أستطيع أن أقول لك بالضبط ما التميز، لكنك بالتأكيد تستطيعين التعرف على شخص مميز متى رأيته حتى دون التكلم معه. حاولي البحث في الأمر حاولي تطوير ذاتك وحتى حاولي تقليد الأشخاص المميزين لأنه مع الوقت التقليد سيصبح طبيعتك الثانية. وليس أبدا عيبا أن نحاول أن نطور من ذواتنا ونتطلع إلى أن نكون أفضل، بل إن من أساسيات سعينا في هذه الحياة أن نتطلع إلى أن نصبح أفضل.
تأكدي أنك متى كنت هذه المرأة سيكون حبيبك مهووسا بك دون بذل أي مجهود إضافي.
6. لا تهددي، افعلي:
أقول لك بشكل شخصي أنا أكره المرأة التي تطلق تهديدات سواء كانت فارغة أو حقيقية. أجد أنها ليست أنثى وليست ذكية، وكلاهما صفتان، غيابهما يجعلك تشعر أحيانا بالخوف وأحيانا كثيرة بالغثيان.
عندما تكونين في وضعية مواجهة مع حبيبك، مهما بلغت حدة هذه المواجهة. تذكري دائما أن هناك كلمات لا يمحوها لا زمان ولا مكان ولا حب ولا تصرفات ولا اعتذار. فلا تحشري نفسك في هذه الخانة المميتة. تحكمي جيدا في كلماتك وضعي في ذهنك أنه ليس لأنك لم تتكلمي فلن تكون لديك ردة فعل. بالعكس، في أحيان كثيرة، الشخص الذي لا يتكلم هو الذي يمر بسرعة إلى الفعل. والذي يتشدق بكلمات التهديد غالبا ما يقف عند هده المرحلة ولا يتجاوزها.
1.6. الصمت سلاح فتاك:
عندما توضعين في موقف كهذا أفضل ما يمكن أن تقدميه لنفسك هو الصمت، فالصمت يصلح أشياء كثيرة يعجز الكلام عن إصلاحها. اصمتي ذلك النوع من الصمت الذي يجعل الشخص الذي أمامك يتساءل بماذا تفكرين؟ يحتار ويمكن حتى أن يتراجع لأن المرأة التي أمامه رغم قوة شخصيتها لاذت بالصمت. لا تعتقدي أبدا أنه ضعف، إطلاقا بل هو منتهى القوة. صمتك في حد ذاته رد قوي وقاطع. والذي يحسن القراءة سيعرف جيدا أن صمتك ستتبعه العاصفة. لأنك إذا جرحت شخصا وطال صمته فتأكد أنه سيعاقبك عقابا أقسى من الكلام، لكنه أبدا ليس عقاب كلمات وحركات وإنما عقاب أفعال قد تتركز في فعل واحد يحمل كل الردود.
اصمتي وانسحبي من حياته بهدوء لمدة من الزمن تقيسنها على حسب الموقف الذي وقع. هذا الوقت المقتطع من علاقتكما ثقي أنه سيعيد إليك وهجك وقيمتك وسيجعله يتساءل أين ذهبت تلك المرأة الحنونة العاشقة الراقية؟ أين ذهبت تلك المرأة التي ظن لوهلة أنه امتلكها؟ ستساوره شكوك كثيرة حول جديتك وحول مدى حبك له وحول وحول… لكنك إذا تشبثت بموقفك دون أن تضعفي ودون أن تفكري بطريقة المنهزمة أنه سيبتعد عنك إذا تجاهلته. إذا حرصت على مضي بعض الوقت قبل أن تردي على رسائله أو مكالماته صدقيني ستكون فترة الصمت تلك أروع فترة ستمرين بها في علاقتك رغم مرارتها في البداية. ستكون الفترة التي تتمنعين فيها ويبذل هو قصارى جهده لاستعادتك. فترة صبر قصيرة جدا في عمر علاقتكما لكنها سترسل له إشارات قوية وقاطعة: حبي لك مهما بلغت قوته لن يمنعني أبدا من تركك متى تجاوزت حدودك.
7. كرامتك خط أحمر:
في نفس السياق وكنتيجة حتمية، فترة الصمت التي تحدثا عنها هي الفيصل في تصرفات حبيبك وسلوكاته. فإن كنت قد طبقتها عن قناعة وبكل حزم، فاعلمي أن كرامتك ستصبح بالنسبة له خطا أحمر ولن يقدر على الاقتراب من منطقة الخطر مرة أخرى.
هناك من النساء من تقول إن الصمت وحده غير كاف لإجبار الرجل على احترامك وإعادة النظر في تصرفاته. وأنا أقول العكس: الصمت (وأقصد بالصمت الغياب طبعا) هو أقوى سلاح يحفظ لك كرامتك ويغنيك عن السقوط إلى مستويات في الحوار والمشادات لا طائل من ورائها بل بالعكس تؤثر كثيرا على صورتك وقيمتك. فالمشادات الكلامية والصراعات المباشرة لها جانبان سيئان جدا:
أولا هي تدفعك إلى التفوه بكلمات، بغض النظر عن كونها قد تكون جارحة ولن يستطيع نسيانها، تسقطك أنت كامرأة في خانة المرأة العنيفة والبذيئة التي تنعدم فيها أدنى صفات الأنوثة. وثقي بي الرجل يمكنه أن يتحمل أنواعا كثيرة جدا من النساء بدافع الحب، لكنه أبدا لا يتحمل المرأة العنيفة البذيئة المتسلطة. لا أحد سيتحملها على أية حال فحاذري من السقوط في هذه الهوة.
ثانيا المواجهة المباشرة والمشادات الكلامية لا تغير الوضع أبدا. قد تتصالحان وتعودان كما في السابق مع ذكريات أليمة لتلك المشادات الكلامية والكلمات الجارحة التي ستكون دائما حاضرة. تلك المشادات الكلامية أبدا لا تصلح الوضع ولا تدع حبيبك يفهم أنه قد يخسرك في أية لحظة. بل بالعكس، ما سيترسخ في ذهنه هو أنك امرأة عنيفة وبذيئة اللسان وعليه تفادي هذا الوضع مستقبلا حتى لا يراك بتلك الصورة التي يكرهها أي رجل. لكن اعلمي أن محاولته تفادي تلك الوضعية قد تصل به إلى درجة أن يتضاءل أمامك لإرضائك فيصبح ضعيف الشخصية وتافها. أو تقبلين مخاطرة أنه في أول فرصة له مع امرأة تحمل صفات الأنوثة والرقي واللباقة ستصبحين أنت من الماضي.
خلاصة القول:
تذكري دائما أن الطريقة الوحيدة التي تضع الرجل في حالة الخوف من فقدانك هي الابتعاد والصمت. هي أن تمري للفعل وتجعلينه يعيش، فترة من الزمن، في حالة الفراق التي عليه هو أن يختار بينها وبين ما كان يعيشه معك من قبل من حب. عندما تتركينه وتبتعدي، طوال فترة ابتعادك، خصوصا إذا كنت قوية كفاية فلم تتلاسني معه ولم تجرحيه بأية كلمة، سيكون آخر ما علق بذاكرته هو صمتك وانسحابك وبعدها غيابك الذي سيعيشه بصعوبة. خاصة إذا أتقنت لعبة الصمت والغياب ومنعت عنه أي تواصل بأي شكل كان. عندها تأكدي، وطبعا أنا أتحدث عن العلاقة العاطفية التي فيها حب، تأكدي بأنه سيفعل ما في استطاعته لاسترجاعك والخط الأحمر الذي رسمته بصمتك وغيابك سيصبح أحمرا قاتما ولن يجرؤ أبدا على تجاوزه أو حتى الاقتراب منه في المستقبل.
تحياتي لك.