حائرة بين رجلين، ماذا أفعل؟ كيف أختار؟ هل هناك معايير يمكن أن تساعدني على الاختيار؟ أخاف أخذ القرار الخاطيء… قبل أن أجيبك على كل هذه التساؤلات سأحكي لك قصة حقيقية.
1. شهادة حقيقية:
تقول سارة: “عندما التقيت كمال لأول مرة، كنت مرتبطة بإيهاب الذي أعرفه من أيام الدراسة، لكن هذا الارتباط لم يمنعني من فتح الباب أمام كمال ومحاولة التعرف عليه. لم أكن أحس أنني أقوم بشيء مناف للأخلاق، بل على العكس كنت أفكر بعقلية الأنثى التي يتوجب عليها وضع كل المعطيات أمامها قبل اختيار الرجل الذي ستكون برفقته. كنت مقتنعة أن هذا من حقي، فأنا لم أَعِدْ إيهاب بأي شيء رغم أننا كنا في علاقة، لكن لم يسبق أن تحدثنا عن الزواج، لذا وجدت من الطبيعي أن أعطي نفسي فرصة للتعرف على رجل آخر لاختيار الأفضل بينهما.
1.1. حبي لنفسي:
كنت دائما أتساءل لماذا يحق للرجل التعرف على نساء كثيرات بهدف اختيار الأصلح له، في حين نحن النساء ملزمات بتفادي هكذا طريقة حتى لا ندخل في خانة المرأة المتعددة العلاقات. كنت أعتبر ما يمارسه الرجال، في محاولة للبحث عن المرأة المناسبة، حق لنا أيضا نحن النساء، وكنت مصرة على استعمال هذا الحق.
في علاقتي مع إيهاب كنت دائما أحس أن هناك شيء ما ينقصني، ربما كنت أعرف هذا الشيء جيدا لكنني لم أتجرأ على البوح به حتى لا يقال عني أني مادية وطماعة. مستوى إيهاب الاجتماعي كان جد متوسط، وكنت على يقين أنني إذا ارتبطت به سأعيش حياة عادية وربما تحت العادية. أضف إلى ذلك أنه لم يكن أبدا شخصية طموحة يعني ولو بعد عشرين سنة لن آمل أن تتغير الأوضاع ونقفز إلى مستوى اجتماعي أفضل. إيهاب كان شكلا جميلا فقط، وربما أن المحرك الأساسي لكل هذه الأفكار كان عدم حملي لمشاعر الحب اتجاهه، فلو كنت أحبه لتلاشت أو على الأقل تضاءلت جميع هاته الأشياء التي تظهر لي غير محتملة ولا يمكن تجاوزها.
كنت منطقية وعقلانية وكنت دائما مقتنعة أن المرأة العقلانية تنتصر في الأخير على خلاف المرأة التي يتحكم فيها قلبها ويدفعها، في الكثير من الأحيان، إلى أخذ قرارات خاطئة غالبا ما تكون عواقبها غير قابلة للإصلاح. لذلك كان يجب أن أختار بعقلي. ومن أجل ذلك كان يجب أن أعرف الشخصين معا وأضع مميزات كلاهما أمامي ومساوئه، ثم أضع مصلحتي فوق الاثنين قبل أخْذِ القرار.
2.1. لقائي الأول مع الرجل الثاني:
التقيت بكمال في محيط العمل، وكان أول ما أثارني فيه هو أناقته ومظاهر البذخ المادي البادية على شكله وملابسه والساعة الرائعة بيده. عندما تكلم كان كلامه هادئا وراقيا أو ربما أن مستواه المادي قد أثر على رأيي فبدا لي كل شيء به متناسقا وجميلا. لم يكن من الصعب علي استمالته فقد كنت بدوري أنيقة وجذابة رغم أن جمالي كان متوسطا جدا، لكن الثياب مع الماكياج مع الشعر مع جسم متناسق جعلني أبدو في أبهى طلة، وهو شيء كنت أحرص عليه كثيرا. فلم أكن أنزل خطوتين من البيت دون أن يكون مظهري رائعا. كنت أقول لنفسي لماذا سأضيع هذه الفرصة، بما أنني سأنزل على أية حال يجب أن أجعل من هذا النزول فرصة لأقول للناس أنني موجودة ومتميزة.
عندما دعاني كمال للقهوة في نفس اليوم لم أتسرع، كان عقلي يدور مائة دورة في الثانية، كما كانت عفاف صديقتي تردد لي دائما، لذلك رفضت طلبه بكل أدب حتى لا أظهر بمظهر الفتاة السهلة المتسرعة والتي يكرهها أي رجل على وجه الأرض. لكنني في نفس الوقت غلفت هذا الرفض بابتسامة جذابة ونظرات تقول أَنَّ رفضي ليس نهائيا ويمكنه أن يحاول مرة ثانية.
بعد أسبوعين كنت أنا وكمال نتحدث بشغف حول كأس من القهوة. خلال المدة التي سبقت لقاءنا قللت كثيرا من حديثي مع إيهاب حتى أتفرغ لمعرفة كمال. كان يجب أن أكون حذرة كفاية حتى لا أخسر أيا منهما، رغم أنني في قرارة نفسي، كنت مقتنعة أني أمارس حقا من حقوقي في اختيار الأفضل لي.
بدأت أتعرف على كمال أكثر، وبدأت إيجابياته وسلبياته تتضح أمامي شيئا فشيئا. كان منها المحتمل والذي لا يطاق لكنني كلما فكرت في المستوى المادي الذي ستسمح لي هذه العلاقة بالعيش فيه أتجاوز مخاوفي وأغمض عيني على التفاصيل التي تزعجني.
3.1. قراري النهائي:
بعد أقل من سنة، كان قراري نهائيا بالاستمرار مع كمال والتفكير بالارتباط النهائي به. كنت أفكر كيف أتنصل من إيهاب أكثر من تفكيري في كيف أقنع كمال بالتقدم لي بشكل رسمي. ثم قررت بعدها، وبنفس المنطق أنني سأقول لإيهاب الأمور بأبسط طريقة، طريقة لا تكلفني تفكيرا ولا جهدا ولا تعبا. لماذا علي أن أفكر وأفكر في حين أن الرجال عندما يبتعدون يفعلون ذلك بأقسى الطرق. وعلى أي فالفراق دائما مؤلم مهما اخترنا من طرق وعبارات لتجميله. وبالفعل انفصلت عن إيهاب الذي لم يُبْدِ أي اعتراض، ربما من أثر الصدمة. وأتذكر أنني أخبرته بقراري في مقهى، وبعدها انصرفت في حين ظل هو جالسا ينظر إلي بذهول. كنت امرأة تحب نفسها كثيرا لذلك لم يكن في نيتي أن أطيل أمد اللقاء معه حتى أصل إلى مرحلة الحزن. لا شيء يستحق أن أحزن عليه، لذلك وبمجرد ظهور علامات الصدمة والحزن عليه انصرفت.
أحكي هذه الحكاية الآن بعد مرور عشر سنوات. تزوج خلالها إيهاب من عفاف صديقتي وعاشا معا حياة عادية جدا لم أكن أبدا أحب أن أحياها، وأنجبا ولدين. وتزوج كمال من ابنة صديقة أمه بعد أن رفضت أمه ارتباطنا وأصرت على تزويجه من فتاة من طبقته والتي أنجبت له بنتا. أما أنا فهاجرت إلى كندا، ليس بدافع اليأس، بل بدافع المصلحة، بعد أن تعرفت على طبيب هندي عبر الانترنيت، في نفس الفترة التي رفضت أم كمال زواجنا. لم أكن من النوع الذي يضيع الوقت في اليأس والدموع والندم. تزوجت في كندا ورزقت ببنتين جميلتين وحياة رائعة ومريحة. وعندما أتذكر الآن كل تفاصيل تلك الأيام لا أندم على شيء أبدا. لأنني مقتنعة أن المرأة الوحيدة التي تندم هي التي تقدم التضحيات وتفضل مصلحة شخص آخر على مصلحتها.” انتهى كلام سارة.
وأنا أقول أن قصة سارة على بساطاتها، تحمل في طياتها الكثير من العبر والنصائح التي أحب أن أسلط عليها الضوء حتى تكون خارطة طريق لمن وجدت نفسها في وضعية مماثلة.
2. تعريف الوضع:
حائرة بين رجلين، ماذا أفعل؟ أقول لك بسرعة أن أي امرأة قد تجد نفسها يوما في وضعية الحائرة بين رجلين. قد يبدو ذلك للبعض ناذرا ويبدو للبعض الآخر مستحبا أو حتى ممتعا، في حين قد يبدو لأخريات محيرا ومقلقا. وقد تقول أخريات أن حب اثنين شيء مستحيل. لكن خلافا لكل التوقعات فهذه الوضعية تحدث بشكل أكثر مما المتوقع. فالإحساس بالحب لرجلين في نفس الوقت يمكن أن يحدث لأسباب مختلفة، بما في ذلك الشعور بعدم الاستقرار العاطفي أو فقدان الثقة في الرجل إلى درجة الرغبة في وضع جميع الأوراق تحت يدها. وبغض النظر عن خصوصية كل حالة، فالذي يهمني في هذه المقالة بالدرجة الأولى ليس البحث عن أسباب هذه الوضعية الصعبة. بل الحديث عن مشاعر المرأة في مثل هذا الموقف وكيف يمكنها، عبر نصائح عملية، التعامل معها والخروج منها بأفضل حل.
3. حائرة بين رجلين، ماذا أفعل؟
أول شيء يجب على المرأة عمله في هذه الحالة هي مراجعة مشاعرها والتفكير بوضوح حول ما تراه مناسبا لها. لا يجب أن يدخل أبدا في حسابها إحساس الشفقة على واحد منهما لأن هذا الإحساس هو أسوء عامل يمكنه تخريب العلاقة فيما بعد. اختيارك يجب أن يكون نابعا بالدرجة الأولى من قناعتها أن مصلحتهت يجب أن تأتي أولا. لذلك يجب عليها العمل على تحديد المزايا والعيوب لكل واحد منهما. عليها تحديد الشخص الذي تعتقد أنه الأفضل لها، تماما كما فعلت سارة.
قد يكون ذلك مؤلمًا ومحرجًا ومجهدًا بالنسبة للمرأة. أو بالعكس يمكن أن يكون جميلا وممتعا ومسليا. فهي تحاول اختيار الشخص الذي يجعلها سعيدة، والشخص الذي يتناسب معها والذي يحبها. وتتشكل مشاعر الحيرة والرعب والإحباط عندما يصعب عليها اتخاذ القرار المناسب. لذلك، يجب أن يتم التعامل مع هذه الحالة بحذر كبير.
وحتى تتضح أمامك الصورة، سأحدثك أولا عن أهم العوامل المؤثرة في اختيار المرأة للرجل المناسب. هذه العوامل أنا لا أحدثك عنها من باب التسلية. بل حتى تتمكني من تطبيقها على وضعيتك بشكل محايد وعملي لتتمكني من اتخاذ قراراك على أساس سليم.
4. العوامل المؤثرة في اختيار المرأة للرجل المناسب:
حائرة بين رجلين، ماذا أفعل؟ وسأسألك: هل تحبين أحدهما؟ قد يبدو سؤالي هذا غريبا نوعا ما لبعضكن، أو مباشرا بشكل مبالغ فيه للبعض الآخر. لكن ثقي بي، هذا هو جوهر الموضوع كله. فسواء كنت مثل سارة، مشاعرك يمليها عليك عقلك ومصلحتك دون أي ارتباط عاطفي. أو كنت تحملين مشاعر حب متداخلة وتحتارين فعليا بين اثنين يحملان مواصفات متقاربة. فسأدعوك لقراءة هذا المقال لأنك ستجدين فيه الكثير من الأشياء التي ستوجهك وستعطيك مجموعة خطوات عملية تستطيعين توظيفها للتعامل مع هذا الوضع الصعب واستغلاله لصالحك.
1.4. الحب:
أنا أحب هذا الرجل. قد يعتقد البعض أنه عندما تتلفظ المرأة بهذه الجملة اتجاه أحد الرجلين، فقد حسم الأمر، وهذا صحيح بنسبة كبيرة. لكن في أحيان كثيرة يكون الحب وحده غير كاف لتحديد اختيار المرأة، لا سيما المرأة الموضوعية. في حين أن الحب عامل حاسم في الاختيار بالنسبة للمرأة التي تدع قلبها يتحكم في خياراتها وقراراتها خصوصا إذا كان هذا الحب غير مبني على أسس أخرى تدعمه.
لكن على العموم، يعد الحب من أهم العوامل التي تحدد اختيار المرأة للرجل الذي ستكمل معه حياتها. لكن في بالمقابل، إذا كان حب المرأة مشتركا بين الرجلين أو أنها على العكس لا تحب أحدا منهما، هنا يأتي دور العوامل الأخرى التي يمكن أن تحسم هذا الاختيار.
2.4. الشكل الخارجي:
تعد الجاذبية الجسدية أو الشكل الخارجي أو باختصار الجمال من العوامل المؤثرة في اختيار المرأة للرجل. وعلى عكس ما يظنه الرجل أن هذا العامل يستعمله الرجال فقط. فالمظهر الخارجي هو أحد أول الأشياء التي يلفت انتباه المرأة. فالمرأة مثلها مثل الرجل، مهما اختلفنا في الدوافع ومهما اختلفت الآراء، تميل، كما تميل كل فطرة سليمة، إلى اختيار الأجمل.
لكن معايير الجمال قد تختلف من امرأة إلى أخرى، فمن أراه أنا رائعا قد تجدينه أنت عاديا والعكس صحيح. إذن فهي بالدرجة الأولى مسألة أذواق. لكن متى وجدت امرأة أن الرجل الذي يسعى للوصول إليها جميل وجذاب، يكون مباشرة قد ربح نقاطا عديدة بالمقارنة مع غريمه.
3.4. الأخلاق:
شئنا أم أبينا، الأخلاق تعد من العوامل المهمة جدا والتي تأخذها المرأة بعين الاعتبار في اختيارها لشريك حياتها. بل قد تكون العامل الأول الذي تضعه المرأة كشرط لاختيارها خصوصا متى كانت هذه المرأة متزنة ومتوازنة.
لا أتحدث هنا عن الدين بمعناه المباشر، بل فقط عن الأخلاق بمعناها المجرد والسائد. الأخلاق بشكلها الإنساني العام. فالرجولة قد تجدها في رجل متدين كما قد تجدها بنفس الدرجة عند رجل أقل تدينا أو غير متدين. وقس على ذلك. كما أن الرجل الذي يحترم نفسه ويحترم الآخرين يمكن أن يستمد هذا التعامل من إيمانه بالله كما يمكن لرجل آخر أن يستمد نفس الخلق من قناعاته وضميره وبيئته وثقافته.
4.4. المستوى المادي:
قد يكون هناك إجماع حول هذا العامل بين جموع النساء اللواتي بلغن سنا معينة واللواتي أدركن أن الاستقرار المادي يصبح مع التقدم في السن أكثر أهمية من الحب. فالمرأة في سن معينة تفضل الرجل الذي يمتلك وظيفة جيدة، ويمكنه توفير المستقبل المالي المستقر. لكن بالنسبة للفتيات في سن مبكرة فالعامل المادي يبقى ثانويا أمام الحب.
بالمقابل بالنسبة للمرأة التي لا تحمل أية مشاعر للرجلين ولا تفكر إلا في حياتها وسعادتها ورفاهيتها، وهي شريحة عريضة من النساء، يصبح هذا العامل مهما جدا بل ومحددا للاختيار. فهي تختار الأغنى بغض النظر عن الاخلاق.
5.4. المستوى الاجتماعي:
هناك العديد من النساء التي تجد أن المستوى الاجتماعي للرجل يحدد الحياة التي ستحياها وسيحياها أولادها. وهنا لا يجب ان نخلط بين المستوى المادي والمستوى الاجتماعي، فالمستوى الاجتماعي هو المحيط العام الذي يعيش فيه الرجل. قد يكون مستواه المادي متواضعا أو متوسطا لكنه نشأ في أسرة مثقفة وتلقى تعليما جيدا وعائلته الكبيرة عائلة محترمة. هذا الجو العام الذي يحيط بالرجل قد يكون عاملا محددا بالنسبة لمجموعة من النساء اللواتي يفضلن أن ينشأ أبناؤهن في وسط اجتماعي متوسط لكنه متوازن وصلب على أن ينشؤوا في وسط مترف بدون قاعدة اجتماعية.
6.4. القيم المشتركة:
حائرة بين رجلين، ماذا أفعل؟ دعيني أجيبك أن القيم والمعتقدات المشتركة تعد عوامل مؤثرة في اختيار الرجل المناسب، فقد ترغب المرأة في الرجل الذي تتشارك معه نفس القيم والمعتقدات. فقد يكون للمرأة مبادئ محددة وتريد أن تجد شريكا يتفق معها في هذه المبادئ، أو قد تكون للمرأة قيم اجتماعية معينة تتمحور حول العائلة والأخلاق والتربية. قد تود الارتباط برجل تشاركه نفس الأهداف والرؤى وتتفق معه في العديد من المجالات مثل التربية والحياة الاجتماعية والعمل. لذا، تعد القيم والمعتقدات المشتركة بين الشريكين عاملاً مؤثراً في بناء علاقة جيدة تستمر طويلاً.
حائرة بين رجلين، ماذا أفعل؟ ربما قد لا نستطيع أن نلم بجميع العوامل التي تعتمدها المرأة لاختيار رجل دون الآخر، لكننا بالتأكيد نستطيع إلقاء الضوء على العوامل التي تجدها بعض النساء غير محتملة. وأنا أقول لكل امرأة، أن هذه العوامل أو أحدها متى توفرت في أحد الرجلين، فاهربي دون تردد.
5. عوامل سلبية انتبهي لها جيدا:
1.5. الإحساس بالأمان:
إذا كان الرجل الذي بجانبك لا يمنحك الإحساس بالأمان فاهربي فورا وبدون تردد. إن الإحساس بالأمان يعادل بيتا مستقرا وحياة دائمة. إن الإحساس بالخوف أو الحذر في حضرة رجل، لهو أكبر جريمة قد ترتكبينها في حق نفسك أولا ثم في حق أولادك فيما بعد.
2.5. البخل:
قد تتحمل المرأة أشياء كثيرة في الرجل، خصوصا إذا كانت تحمل له مشاعر. لكنها بالتأكيد لن تتحمل أبدا صفة البخل في الرجل. فبمجرد أن تبدأ هذه الصفة في الظهور على أحد الرجلين، تبدأ مشاعر المرأة مباشرة في التحول والفتور، خصوصا إذا كان الرجل الآخر كريما. في هذه الحالة يحسم الموقف بسرعة.
3.5. الأنانية:
لا شك أن الأنانية من أبشع الصفات التي يمكن أن يتصف بها إنسان، رجلا كان أو امرأة. ورغم أنها من الصفات التي يصعب تحديدها في بداية العلاقة. خصوصا إذا كان الرجل الذي يتصف بها ذكيا بما يكفي لإخفائها. لكنني أنصحك، متى برزت أمامك هذه الصفة وفي ظروف متكررة فاهربي. لأن الرجل الذي أمامك لن يستطيع أن يحبك أو أن يحب أي أحد آخر. الأناني يحب شخصا واحدا، هو الشخص الذي يراه أمامه عندما يتطلع في المرآة، ومن بعده يحب أي شخص قد يستفيد منه ويستغله.
لمعرفة ما إذا كان الرجل الذي أمامك يستغلك أنصحك بالاطلاع على مقالتي: كيف أعرف أنه يستغلني؟
4.5. الغضب:
لاحظت كثيرا في مواكبتي لبعض النساء أن المرأة تتحمل بشكل أو بآخر الرجل السريع الغضب. لكن مع هذه الملاحظة تأكدت كذلك أن جميع هؤلاء النساء يعشن حياة مليئة بالخوف والقلق على أمل تغيير الرجل الذي أمامهن. وفي محاولتهن المستميتة هاته يفقدن الكثير من مباهج الحياة ويعشن على وتيرة عدم إيقاظ عفريت القمقم. ويتفاقم هذا الإحساس متى جاء الأولاد ليصبح إحساس يصعب التعايش معه. فقدان تام للأمان ينتهي في بعض الأحيان بكوارث.
لذا أنصحك كما أنصح نفسي، إياك والرجل السريع الغضب. عندما تختارين اختاري الحليم بعيد الغضب الذي يراعي الله في تصرفه معك. لا شيء أبدا في هذا العالم يستحق عيش حياة مليئة بالخوف والترقب وانتظار الأسوأ.
خلاصة القول:
بعد تتبع تجارب العديد من النساء ومن مستويات مختلفة على مدى سنواتعديدة، قد لا أجد نصيحة أقدمها لك أفضل من أن أقول لك استمعي إلى صوتك الداخلي. فإذا كنت ترغبين في الاستقرار العاطفي أو الحصول على الدعم والإلهام أو ربما لديك فقط الرغبة في الانجاب . فيجب عليك أن تركزي على الصفات والقيم التي توصلك إلى هدفك. لا تعتمدي أبدا على معايير الآخرين في اختيار الرجل الذي تكملين حياتك معه، ضعي معاييرك بنفسك على أساس ما تريدين وما تفضلين.
قد تشعرين بالحيرة والارتباك عندما يتعلق الأمر بالارتباط بين رجلين. فقد يكون عليك الاختيار بين شخص يقدم لك الأمان والاستقرار وآخر يمنحك التحدي والمغامرة. ولكن الأهم من ذلك كله هو الاستماع لداخلك بكامل الحياد، وتحديد ما الذي تريدينه بالضبط.
حائرة بين رجلين، ماذا أفعل؟ إذا ظل هذا السؤال يلاحقك بعد كل ما قرأت سأجيبك جوابا على روحانيته واقعي جدا وفعال. إذا كنت من النوع الواثق بأن اختيار الله يكون دائما أفضل اختيار وأن علمه شامل لكل تفصيلة وسابق لكل علم ولاحق لكل علم فأنصحك باللجوء للاستخارة. إن هذه الطريقة على بساطتها يمكن تلخيصها في جملة واحدة: أنك تركت الله سبحانه يختار لك.
صحيح أن هذه الطريقة ليست بالسهولة التي نتخيلها، لأن العديد من النساء تتوقع أنها بمجرد أن تقوم بصلاة الاستخارة سترى في الحلم ما يجب عليها فعله، وهذا غير صحيح في المجمل. لأن الاستخارة في معناها السليم هي التسليم واليقين التام بأن الله سبحانه وتعالى سيختار لك الأنسب. فتواظبي على التوسل إليه ودعوته بالاختيار بدلا منك دون استعجال الأمر. وهو سبحانه سيعطيك علامات الاستجابة بطرق مختلفة لكنك بالتأكيد ستحسين بالأمر عندما يحدث. وعندما يحدث تسلمين بالاختيار الالاهي لك وتثقين ثقة تامة أن هذا الاختيار هو أروع ما يمكن أن يحدث لك.
تحياتي لك.