كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟ عندما تطرح المرأة هذا السؤال فهي بالتأكيد في أشد لحظات الحيرة والحزن، وأحيانا حتى الغضب.
عادة عندما يتركنا شخص ما فجأة، دون أن نعلم السبب ودون أن يكون لهذا التصرف أي مبرر. وحتى لو كان هذا الشخص مجرد صديق، فنحن نمر بمجموعة من المراحل: أولها الشعور بالانزعاج. فحين نحس بأن شخص ما لا يريدنا في حياته، صديقا كان أو حبيبا، فهذا يزعجنا كثيرا. لأننا نأخذ هذا التصرف على كبريائنا فيأتي تأثيره مضاعفا.
ثاني شعور ينتابنا هو التساؤل: لماذا؟ نحتار وفي الغالب، مع هذا التساؤل وهذه الحيرة، تحضر في أذهاننا مجموعة من الأسباب التي تتوالى تباعا، دون أن نستطيع الوقوف على السبب الذي كان محرك هذه الهجر. وعادة ما نضخم هذه الأسباب ونبدأ في تصور السيناريوهات الممكنة والمحتملة، خصوصا إذا كان هذا الشخص حبيبا.
بعد ذلك، قد تأتي لحظة الغضب. وهنا أقول قد تأتي، لأن هذه الحالة ليست عامة. فهناك من النساء من يعتريها غضب عارم لأن الشخص الذي هجرها فجأة، لم يكلف نفسه حتى عناء إخبارها بالسبب. فتعتبر ذلك قلة احترام لشخصها وتصغيرا من قدرها. وهناك من تغرق في الحزن لمجرد التفكير في أنه تخلى عنها وأنها ستظل وحيدة. سواء كان هذا الشخص صديقة ترافقها في الطريق أو العمل، أو حبيبا تحمل له مشاعر.
إذن فالأحاسيس التي تعتري الإنسان حيال الهجران مختلفة، لكنها تتقاطع في مجملها. هذه الأحاسيس تتحرك وتتطور وقد تتضاءل أو تحتد، لكن المشترك بينها هو السؤال الذي يبقى عالقا: لماذا؟ وخلف السؤال والرغبة في المعرفة، تكمن الرغبة في معرفة طرق التعامل مع هذا النوع من الأحداث.
نحن هنا لن نتحدث عن هجران الصديق، لأنه مهما كان أليما يمكن تجاوزه. على حسب شخصيتنا والقيمة التي نعطيها للصداقة. لكننا في هذا المقال سنركز على الهجر الذي يأتي من الحبيب، لأنه أكثر أنواع الهجر إيلاما وأكثرها تأثيرا على حياتنا. لذا وقبل أن أجيب على تساؤلك: كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟ سنحاول الإجابة على التساؤل العالق في حناجرنا وأذهاننا: لماذا؟.
1. لماذا تركني؟
لحظة اكتشاف الأمر:
في صباح يوم جميل، قُمْتِ وكلك تفاؤل ونشاط. كان أول شيء تقومين به، كما هي عادتك دائما، هو مد يدك إلى هاتفك الخاص للإطلاع على ما فاتك من رسائل وأخبار من حبيبك. التواصل معه، معرفة أخباره ثم مبادرته بكلمات صباحية رقيقة ودافئة إن لم يكن هو قد بادر بذلك.
تكتشفين وأنت غير مصدقة، أنك عاجزة عن التواصل معه على جميع مواقع التواصل. في البداية ترفضين التصديق وتحاولين، وقلبك تزداد نبضاته، أن تتأكدي من أن هاتفك يعمل جيدا وأن شبكة الانترنيت في أحسن حال. ومع تقدمك في البحث، يبدأ شكك في التحول إلى يقين ويبدأ الاحساس بالفشل يسيطر على يديك وقلبك، وحتى على عقلك.
دون أي تحكم، تتصلين على هاتفه. هو آخر أمل لك لفهم ما يجري. يداك ترتعشان وقلبك يوشك على التوقف. لأننا عندما لا نعرف، نخاف ونتألم. الفترة الزمنية الممتدة ما بين ضغطك على زر التواصل وأول رنة، تبدو لك سنوات من الجحيم. يرن الهاتف مرة أو مرتين تم تأتيك رنة الهاتف المشغول أو العلبة الصوتية أو المجيب الآلي أو أو أو…
لا تصدقين، ولكن بإصرار المرأة العاشقة تدخلين على محرك البحث “غوغل” باحثة عن علامات البلوك على الهاتف. كيف تكون الرنة؟ هل يرن قبل أن يحولك على المجيب الآلي أم يحولك مباشرة؟ هل يحولك على رنة الهاتف المشغول أو وضعية الهاتف خارج التغطية؟ تغرقين في البحث لدقائق وربما لساعات، قبل أن تستفيقي على وجع الاستنتاج: لقد قام بعمل بلوك لك على الهاتف أيضا، إنه لا يريدك في حياته. لقد خسرته.
هذا الكلمة بقسوتها تنزل على روحك بأشد أنواع الألم. والذي يؤلم أكثر هو أنك لا تعلمين السبب. فإلى حدود البارحة كنتما منسجمين تماما ومتحابين. لا شيء أبدا كان يوحي بهذه الفاجعة التي استيقظت عليها.
ويبقى تساؤلك : كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟ عالقا. لكن يجب عليك قبل البحث عن جواب له، معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الترك المفاجيء.
قد أخدعك إذا تظاهرت بأنني ملمة بكل الأسباب التي قد تدفع رجلا إلى ترك امرأة. لكنني بالتأكيد سأحدثك عن أكثر الأسباب شيوعا ولا أظن أن وضعك، في الغالب، سيخرج عن إحدى هذه الحالات:
1.1. حُبُّكِ المبالغ فيه:
في بداية العلاقة، يكون الرجل دائما في حالة انبهار، أو على الأقل في حالة إعجاب. تعجبه مشيتك، شعرك، مظهرك، طريقة كلامك، أناقتك… باختصار، يعجبه شيء ما فيك، ويظن أنك امرأة رائعة ولا يرى فيك أية عيوب. إذن عندما يلتقيك الرجل في البداية يكون تحت تأثير الاعجاب والرغبة والعاطفة. كل هذه الأشياء تحرك غريزة الصياد بداخله، فيتحمس من أجل الحصول عليك. ويبدأ في وضع الْخُطَطَ للظفر باهتمامك وحبك.
أول هذه الخطط هو أن يجعلك تتعلقين به. طرق الرجل في ذلك مختلفة ومتعددة لكنها في أغلب الأحيان تؤتي أكلها. وعادة، عندما يصل الرجل إلى هذه المرحلة ويتأكد بأنه وصل إلى قلبك. يتوقف ليتساءل عن مدى رغبته الفعلية في التخلي عن حريته وعالمه من أجل الارتباط بامرأة ليس متأكدا من أنها مناسبة له أم لا؟ هذا التساؤل يأتي بقوة وبسرعة ويسيطر عليه مباشرة بعد انطلاق مسلسل المرأة البئيسة العاشقة التي لا تستطيع الاستغناء عنه، والذي تلعبين فيه دور البطولة بكل إتقان. في هذه المرحلة بالضبط ينتقل الرجل من المرحلة العاطفية التي سيطرت عليه في البداية ليدخل في مرحلة العقلنة.
– تناقض يجب عليك فهمه:
المتناقض جدا في هذه الصورة هو أن الرجل يفعل ما في استطاعته لإيقاعك في الحب والفوز بك، وقد يذهب في ذلك إلى أبعد الحدود. لكن بمجرد أن تضعفي وتخضعي له عاطفيا وسلوكيا، يتركك. لقد أوصلك بنفسه إلى النقطة التي يريدها وتمنى الوصول إليها. ثم عندما وَصَلْتِ، تَرَكَكِ. لا تفهمين؟ سأوضح لك.
غالبية الرجال، وأقول جيدا غالبية الرجال، عندما يكونون في مرحلة التحدي ومحاولة الوصول إلى امرأة ما، يكونون صادقين جدا في سعيهم، مهما اختلفت نواياهم. لكن طريقة تعاملك أنت مع الحب هي التي تدفع الرجل إلى التراجع شيئا فشيئا حتى يختفي. أَحِبِّيهِ، لا أحد يطلب منك التخلي عن هذا الإحساس الرائع، لكن تحكمي جيدا في تصرفاتك. فليس حبك له هو ما يبعده، بل تعبيرك عن هذا الحب هو ما يبعده. تفانيك في إظهاره وتأكيدك اليومي له، بمختلف الطرق، أنك لا تستطيعين العيش بدونه وبدون حبه وأنك من دونه تموتين. هذا بالضبط ما يبعده.
إذا اِسْتَطَعْتِ فهم هذه التفصيلة الدقيقة فكوني أكيدة أنك فهمت كل شيء. أعلم أننا عندما نحب لا نسيطر على أحاسيسنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا. لكن مع الأسف، المطلوب منك، هو أن تحبي وتسيطري على تصرفاتك وأفعالك في نفس الوقت. هذه المعادلة الصعبة هي وحدها الكفيلة بالاحتفاظ بحبيبك في مراحل الشوق والعشق الأولى.
2.1. حبيبك لديه امرأة أخرى في حياته:
مهما حاولت صديقاتك إيهامك بالعكس، اعلمي أن من أكثر أسباب الهجر شيوعا هي أن يكون حبيبك عاشقا لامرأة أخرى. قد تقولين لي: لكنه كان مرتبطا بي، وكان يحبني، وكنت الوحيدة في حياته ولم ألاحظ أي شيء؟ وأقول لك أن أسئلتك كلها مشروعة، لكن مردود عليها.
فأن يكون الرجل مرتبطا بك، هذا لا يعني أبدا أنه يحبك. فقد يكون مرتبطا بك لعدة أسباب: الجمال والمال أهمها. وقد يكون أي سبب آخر قد تجدينه أَنْتِ تافها، لكنه يكون سببا كافيا، بالنسبة له، للدخول في علاقة معك. لذلك، أقول لك بأن الارتباط ليس أبدا دليلا على الحب.
“لقد كان يحبني”. ربما هذا صحيح. ولو أن الجزم بشكل قاطع بأن شخصا ما يحبنا هو أمر صعب جدا. “فعلامات العشق” عند الرجل مهما تعددت قد لا يكون أبدا دافعها الحب، بل فقط المصلحة. سواء كانت هذه المصلحة مادية أو جسدية أو غيرها. والنساء اللواتي مررن بهذه التجربة، يعلمن جيدا الكم الهائل من الأسباب التي قد تدفع الرجل إلى تقمص دور العاشق، وهو أبعد ما يكون عن هذا الشعور.
أما مسألة أنك لم تلاحظي أي شيء. فهذا يرجع إلى عاملين اثنين: ذكاءه وذكاؤك. فعادة المرأة العاشقة نسبة ذكاءها العاطفي قد تقارب الصفر. في حين أن ذكاء الرجل، أو خبثه،سَمِّهِ كما شِئْتِ، يكون في قمته عندما يحاول اللعب على أكثر من واجهة. بل أكثر من ذلك، هذه الوضعية تذكي في الرجل روح التحدي ونشوة الانتصار. وبالتالي، إذا اجتمع هذين العاملين، أي نسبة ذكائك وحدة ذكائه، في علاقتكما، فاعلمي أنك أبدا لن تلاحظي أي شيء.
– هناك دائما سبب للهجر:
إذن، فعندما يتركك حبيبك فجأة، اعلمي أن كلمة فجأة أَنْتِ من استعملها. لأنك لم تكوني منتبهة كفاية لجميع الإشارات التي تمر بك في علاقتك بهذا الشخص. ما جاء فجأة بالنسبة لك، هو بالنسبة له نتيجة حتمية لمجموعة أشياء أنت لم تدركيها. إما لأنه أخفاها عنك جيدا أو أنك تغاضيت عنها بقصد أو بغير قصد.
“إذا كان فعلا يحب امرأة أخرى، لماذا إذن ارتبط بي وجعلني أحبه؟” ببساطة لأن المرأة الأخرى لم تكن متاحة. لم تكن تعيره اهتماما والآن غيرت رأيها. كانت مرتبطة أو متزوجة ثم انفصلت. كانت مسافرة ثم عادت. حبيبة قديمة رجعت… أسباب عديدة ومتعددة تحيلنا على نتيجة واحدة وهي أن حبيبك يحب امرأة أخرى.
3.1. حبيبك لديه مسؤوليات تمنعه من الارتباط:
هناك نوع خاص من الرجال يتحمل مسؤولية الأسرة، فتصبح حياته كلها متمحورة حول هذه الأسرة. هذا النوع من الرجال، والذي عادة يكون في وضعية اقتصادية غير مستقرة، يتهرب، في كثير من الأحيان، من الالتزام والارتباط لأن له قناعة أن عائلته أهم وربما حتى أقدس من أن يضحي بها من أجل الارتباط والزواج، وحتى من أجل الحب. هذا النوع يعتقد أن الحب خلق للمترفين، لذلك تجده يتفادى ما أمكن الدخول في علاقات عاطفية. وإن حصل وارتبط عاطفيا، لا يلبث أن يتراجع، معتقدا أنه بذلك قد قدم أكبر تضحية ممكنة لعائلته.
إن حدث وكنت مرتبطة بهذا النوع من الرجال، عليك أن تكوني منتبهة جدا لتفاصيل حياته وطريقة تعامله مع عائلته. فإن وجدت أنه من النوع المضحي بلا حدود في سبيل استقرار عائلته وكانت وضعيتكما الاقتصادية معا جد هشة، فاعلمي ان احتمال اختفاءه يوما لهذا السبب، وارد جدا.
4.1. حبيبك له مشاريع مستقبلية قد تأخرينه عن تحقيقها:
هناك نوع آخر من الرجال، يكون طموحه أكثر شيء يسيطر عليه. وأحيانا هذا الطموح يكون مصحوبا بالأنانية. لذا، فبعد مرور المرحلة الأولى من محاولة الوصول إليك والظفر بك. مرحلة البدايات بجمالها ورومانسيتها. وبعد أن يتأكد أنه قد ضمنك وضمن قلبك، يبدأ هذا النوع من الرجال في محاولة تقييم إيجابيات وسلبيات الالتزام أو الارتباط معك في علاقة. إلى أي حد ستلائمين مشاريعه وطموحاته؟ إلى أي حد قد تستطيعين الدفع بها إلى الأمام أو بالعكس، عرقلتها؟
قد يبدو لك ذلك غريبا، لكن صدقيني ذلك يحدث كثيرا. كثيرا جدا سمعت من نساء عديدات قصص رجال فاق طموحهم كل الحدود. فاق حتى مشاعرهم.
5.1. حبيبك رجل مادي:
أنت امرأة غنية. إذن تأكدي أنك ستصادفين لا محالة هذا النوع من الرجال الذي يوهمك بالحب، وهو فقط يطمع في أموالك. هذا النوع من الرجال بالضبط، إذا كان ذكيا كفاية فتأكدي أنك أبدا لن تستطيعي كشفه. الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكشفه هو خسارتك لكل أموالك أو تعرفه على امرأة أخرى أغنى منك .
هذا النوع عندما يهجر، لا يكلف نفسه حتى عناء شرح أسباب هجرانه. عندما ينضب مورده المالي أو يصادف موردا أوفر فإنه يطوي الصفحة بأسرع مما يمكنك أن تتصوري.
6.1. حبيبك لديه تحفظ على عائلتك:
الكثير من النساء قد لا تولي أهمية كبيرة لهذه النقطة، مع العلم أنها ذات أهمية بالغة. هناك نوع من الرجال يولي أهمية كبرى للمظهر الاجتماعي والعائلي. يهمه كثيرا كيف ينظر الناس إليه وإلى عائلته، ويهمه أكثر الجو الأسري الذي سيترعرع فيه أبناءه. يهمه من سيكون خال إبنه ومن ستكون خالته. من جده ومن جدته. ليس بالمعني المادي لكن بالمعني الاجتماعي والأخلاقي.
فإذا كانت عائلتك من نوع العائلات التي تفتقر إلى الاستقرار. إذا كانت تسودها الفوضى وليس لدى افرادها أي احترام لبعضهم. أتحدث هنا حتى ولو كنت أنت في غاية الاحترام والالتزام، لكن محيطك العائلي مختل وغير سوي. في هذه الحالة، توقعي أن هذا النوع من الرجال سيختفي من حياتك يوما ما دون أي تفسير.
قد يربطه الحب إليك بعض الوقت، لكن بمجرد علمه بهاتة الأشياء عن المحيط الذي سيتربى فيه أبناؤه، تأكدي أنه قد يجاهد عقله بعض الوقت للبقاء بقربك. لكنه في النهاية سيستسلم وسيرحل، لأن الطبع فيه سيكون غلابا.
7.1. حبيبك رجل لعوب:
هذا النوع من الرجال كلنا يعرفه، وكلنا صادفناه يوما ما. نوع يعشق كل امرأة يراها وله في كل حي مغامرة. هذا النوع قد لا يكون ماديا وقد لا يكون مصلحيا، ولكنه ضعيف أمام النساء. هذا النوع تجده عاشقا رائعا مع كل امرأة على حِدا. يجعلها ملكة متوجة. لكن مع الأسف، عشقه للنساء يجعله في بحث دائم عن الجديد. ولأن طاقته الاستيعابية محدودة فإن النساء الجديدات يأخذن مكان القديمات، لذلك ستجدين نفسك بعد مدة من الزمن، تعوضين بامرأة جديدة. ولأنه لا يملك تبريرا لتصرفه، فإنه يختفي بين عشية وضحاها دون تقديم أي تبرير.
8.1. حبيبك سَئِمَ منك:
في الكثير من الأحيان، نتعرض بالتحليل لشخصية الرجل وننسى دور المرأة في استمرارية العلاقة من عدمها. لكن مع الأسف، ورغم أن أغلبية النساء المرتبطات عاطفيا يحاولن بكل جهدهن الحفاظ على علاقتهن. إلا أن الكثيرات يرتكبن، عن غير قصد، مجموعة أخطاء تدفع الرجل إلى الهروب من العلاقة فجأة، دون تقديم أية مبررات. حبيبك وصل إلى نقطة القطرة التي أفاضت الكأس. ولأنه من النوع الذي لا يجيد المواجهة، فضل أن ينسحب بدون أية كلمة أو تبرير حتى ولو كان تبريرا منطقيا. لن أفصل في هذه المقالة عن مجموع التصرفات التي يجب عليك تفاديها للحفاظ على علاقتك، لكنني أدعوك للاطلاع على مقالتي السابقة: أكثر التصرفات المنفرة في العلاقة العاطفية.
هذه بعض الأسباب التي قد تكون دفعت حبيبك إلى الاختفاع فجأة. قدمتها بين يديك لتكتمل لديك الصورة. الآن ستسألينني: ماذا علي أن أفعل؟ كيف أتعامل مع هذا الشخص الذي تركني فجأة؟
2. كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟
حتى أجيبك على سؤالك: كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟ سوف أقدم نصيحة من ألماس، وليس فقط من ذهب، لذوات الأعصاب الفولاذية: لا تحاولي أبدا استعادته. هو تركك، إذن هو من يجب أن يعود، وحين يعود، تضعين شُرُوطَكِ وتؤطرين علاقتكما.
هذه النصيحة موجهة للنساء القويات، أما للنساء العاديات فأقول:
1.2. تراجعي إلى الوراء فورا:
قد يبدو لك ذلك غير منطقي بتاتا، لكن لأجيب على سؤالك: كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟ أطلب منك ما سبق أن أن طلبت منك في مقالتي السابقة: كيف أرجع حبيبي الذي تركني بدون سبب؟ اقطعي أي تواصل معه. خذي فترة مع نفسك وتحكمي في عواطفك إلى أبعد حد ممكن. ستتألمين وتبكين وتتسألين آلاف المرات عن السبب دون إيجاد إجابة. ستنهارين وقد تدخلين في حالة اكتئاب، لكن أبدا لا أنصحك بمحاولة التواصل معه. مهما كانت حالتك النفسية.
في هذا الوقت وحتى تتمكني من التحكم في تصرفاتك، ركزي على نفسك. اهتمي بجمالك وشعرك وأناقتك والريجيم الذي لم تنجحي يوما في اتباعه. دعي هجره لك حافزا لك لتنجحي في هذا الريجيم اللعين حتى إذا صَادَفَكِ بعدها، وجد نفسه امام امرأة أخرى.
فكري بهذه الطريقة لمحاولة تفادي ارتكاب أخطاء قاتلة من قبيل محاولة التواصل معه بأي ثمن لمحاولة معرفة السبب. تأكدي أن أكبر خطأ يمكنك ارتكابه هو محاولة التواصل معه لمعرفة السبب. مهما بلغت شدة حيرتك وحزنك لا تحاولي أبدا معرفة السبب في تلك اللحظة. لأن ذلك يوصل له رسالة واضحة مفادها أنك متشبثة به ولا تستطيعين الاستغناء عنه. وهذا أخطر ما في الأمر.
تأكدي أنك عندما تتراجعين إلى الوراء، ولا تبدلين أي مجهود بتاتا لمعرفة سبب اختفاءه، ولا تحاولين حتى التواصل معه. تأكدي أن ذلك سيزرع الكثير من الشك بداخله وسيدفعه إلى التساؤل: هل كُنْتِ فعلا تحملين له مشاعر الاعجاب والحب أم لا؟ بتراجعك ستعيدين حبيبك إلى مراحله الأولى. ستعيدينه إلى مرحلة الصفر التي كان فيها غير واثق وحاول جاهدا الوصول إليك. سلاحك في ذلك كله شيء واحد: قوة أعصابك.
2.2. ضعي تقييما بدون عواطف لعلاقتكما:
كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟ بالنسبة لك، هو تركك فجأة. وأنا أقول لك أن هناك احتمالين اثنين لا ثالث لهما لهذا التصرف:
إما أن قراره كان مخططا له مسبقا. ولم يكن أبدا ينوي أن يذهب في علاقته بك إلى أبعد من ذلك.
أو أنه بالعكس، كان يود الالتزام عاطفيا معك، لكن توالت، مع تقدم العلاقة، العشرات من الأحداث والمواقف التي أثرت عليه سلبيا. وقرار هجرك لم يكن سوى نتيجة حتمية للقطرة التي أفاضت الكأس. أي أن قراره جاء نتيجة تراكمات لم يعد معها يستطيع التحمل ولم تَدَعْ له أي خيار.
لقد وضحت لك في بداية هذا المقال، بعض الأسباب التي قد تكون وراء هجر حبيبك المفاجئ. لكنك وَحْدَكِ من تستطيع وضع تشخيص دقيق لعلاقتكما والخروج باستنتاجات موضوعية لمعرفة سبب هذا الهجر. بشرط، أن تنظري إلى الوضعية من مكان مرتفع ولا تُنَصِّبِي نفسك حكما، حتى تتمكني من الحكم على الأشياء بموضوعية وتَجَرُّدٍ.
3.2. استعملي مواقع التواصل الاجتماعي بذكاء:
هَجَرَكِ لكنه لم يحضركِ على مواقع التواصل الاجتماعي، رائع. إذا كان فعلا لم يقم بحضركِ، فقرار حبيبك بتركك فيه الكثير من التردد رغم كل ما يظهر لك. فهو بعدم حظركِ على مواقع التواصل الاجتماعي يحاول الإبقاء على صلة وصل خفية بينكما، رغم أنه لم يصرح بذلك. لكن المنطق يؤكد ذلك.
إذن، إذا كان لم يحظرك على هذه المواقع، فأدعوك إلى الاطلاع على مقالتي: لماذا يفك الرجل البلوك؟ ستجدين فيها كل ما تحتاجينه لتدبير علاقتك بحبيبك بذكاء وحكمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أما إذا كان حبيبك قد هجرك أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي وقام بحضرك، فعليك بقراءة مقالتي: ماذا أفعل إذا حبيبي عمل لي بلوك؟ هذه المقالة ستقودك كذلك بدقة في دروب هذا العالم الافتراضي وستقترح عليك الحلول العملية الناجحة التي جربتها آلاف النساء عبر العالم.
خلاصة القول:
كيف أتعامل مع شخص تركني فجأة؟ لعلك الآن تدركين أنه ليس هناك شيء اسمه شخص تركني فجأة أو حبيب هجرني فجأة. فلكل تصرف، هناك دائما سبب. سبب أنت لا تعرفينه لكنه موجود. هذا السبب، إذا كان متعلقا بك، مع القليل من الموضوعية والصبر ستستطيعين معرفته، وحتى إصلاحه. سواء في علاقتك الآنية أو في علاقاتك المستقبلية.
أما إذا كان متعلقا به وبشخصه، فما عليك إلا دراسة الموضوع من جميع جوانبه لتقرير ما إذا كان الأمر يحتاج منك بذل المزيد من الجهد لمحاولة فهمه وربما استعادته، أم لا.
تحياتي لك.