كيف أتصرف عندما أرى حبيبي السابق؟ قد يبدو هذا السؤال غريبا بالنسبة للبعض، لكنني أجزم بأنه سؤال في منتهى الحساسية بالنسبة لتلك التي خرجت بصعوبة ومرارة من تجربة حب فاشلة. تجربة تركت فيها كرامتها وأعصابها وبعض جمالها والكثير من الكبرياء. بالنسبة لهذه المرأة لقاء الحبيب بعد كل تلك المعاناة، هي معاناة في حد ذاتها، وتجربة يجب عليها توقعها والاستعداد لها. بالنسبة لها الفشل في هذا اللقاء أمر غير وارد. لذلك فهي دائما تتوقع هذا اللقاء وتستعد له.
1. شهادة حقيقية:
تقول لمياء: ” لقد قضيت خمس سنوات من عمري أستعد للقائه. كان حبي له أكثر من حبي لأي شيء في هذا الكون، فاق حتى حبي لنفسي. أحببته أكثر من أبي وأمي وعائلتي. أحببته أكثر من دراستي ومستقبلي. مر علي وقت كنت فيه متأكدة أنني خلقت في هذه الدنيا فقط لأحبه.
بداية قصتنا كانت بسيطة وعادية. كان حكيم ابن الجيران المتفوق في دراسته والمنطوي على نفسه. وسيما وأنيقا. عندما يمر لا يرفع أبدا عينيه في فتيات الحي كما يفعل معظم شبان الحي. كان فخورا جدا بنفسه وبذكائه وتميزه. كنت آنذاك في مراحلي الأولى بالثانوية وكان هو في المرحلة الأخيرة.
كنت أحاول بشكل مستمر إثارة اهتمامه، وكنت أعتمد في ذلك على جسم متناسق وشعر منسدل ونظرات إعجاب أرمقها به، على استحياء، كلما سنحت لي الفرصة بذلك. وربما هذا كان السبب في أنه اختارني من بين جميع فتيات الحي اللواتي كنا يظهرن أكثر مما يخفين، ويرسلن ضحكاتهن في ميوعة زائدة كلما مر.
1.1. اللقاء الأول:
أتذكر جيدا اليوم الذي وقف فيه ورائي في مخبزة الحي ليهمس لي بصوت خافت: “لمياء هل يمكنني أن أكلمك”. في البداية لم أصدق نفسي. كان ذلك أكثر مما تتحمله مخيلتي أو عقلي. التفت إليه في دهشة وقلت بدون تردد: نعم.
بعد هذا اليوم توالت لقاءاتنا بوتيرة ثابته. أصبح يمثل كل شيء بالنسبة لي. كنت أنام وأصحو على صورته وصوته وكلامه. ولأن منزلينا كانا متقابلين، كنت أمضي الساعات في الشرفة، أنتظر مروره بدون كلل أو ملل.
لقد نسيت العالم المحيط بي وأصبح عالمي كله يدور حوله. من حسن حظي أن حكيم كان متفوقا وكنت أعلم جيدا أنه يرفض الارتباط بفتاة غبية. لذلك كنت أجاهد لأثبت له أنني جديرة به. كنت أعطي دراستي أهمية قصوى وربما كانت هذه أكبر حسنة استفدت منها في علاقتي معه.
بعد الشهادة الثانوية غادر حكيم إلى دولة أوربية لمتابعة دراسته وظللنا على تواصل. كان يوم سفره أسوء يوم في حياتي. لم تكن قد مضت على علاقتنا أكثر من سنة عندما غادر. لكنه وعدني بأننا سنظل على تواصل وأنه سيعود للبلاد بعد نيل شهادته العليا وأنه لن يظل في الغربة. لم يعدني بالارتباط لكنني استنتجتها من كلامه عندما أخبرني أنه لن يتركني أبدا.
2.1. خطأ الانتظار الطويل:
كانت سنوات دراسته طويلة جدا. علمت من أمه أنه سيقضي 8 سنوات للحصول على الدكتوراه. آنذاك لم يكن هناك انترنيت ولا هواتف نقالة. كان فقط الهاتف الثابت والرسائل. كنت أنتظر رسالته بالأسابيع وأحيانا بالشهور. وعندما تأتي أخيرا، تحمل بضع كلمات لا تشفي أبدا غليلي يختمها بعبارة “أتمنى أنك لا زلت متفوقة كما عهدتك”. وكان ردي يأتي دائما مسهبا طويلا واصفا لحالة الشوق الكبير الذي أحسه. كنت أحيانا أكتب أربع أو خمس صفحات وكأنني أحدثه.
كانت الجملة التي يختم بها رسائله، غالبا من باب التعود، هي وحدها ما يدفعني للمثابرة والاجتهاد. التحقت بأحد المعاهد المتميزة. ودرست خمس سنوات طوال وأنا أعتبر نفسي ملكا لرجل آخر. رفضت جميع محاولات التقرب إلي. كنت أخبر الجميع بأنني متزوجة. وبين التصديق والتكذيب انتهى الأمر بالرجال إلى تركي وشأني. كنت أعتبر نفسي أقوى امرأة في العالم وأكثرهن وفاء. لم أحصل على وعد غير ما دفعني إليه حبي له، والذي كان بالنسبة لي أكبر وأقدس من ألف وعد.
أخبرتني والدته أنه لا يرجع إلى البلاد خلال العطل الصيفية لأنه يعمل. أخبرتني أنه يحاول ضمان مستوى معيشي جيد له قبل الوصول إلى مرحلة الدكتوراه، لأنه حينها سيضطر إلى القيام بأبحاث ستأخذ كل وقته. كانت أمه تخبرني بجديد حياته بكلمات بسيطة أحاول أنا اكتشاف ما ورائها، لأنه لم يكن يخبرني بأي شيء. كانت رسائله تأتي يوما بعد يوم أكثر اقتضابا.
صيف السنة التي تخرجت فيها كانت هي سنة تخرجه أيضا. كانت بالنسبة لي سنة الخلاص وانتهاء الآلام. فقد كنت متأكدة أنه سيأتي تلك السنة ليجعل ارتباطنا رسميا. رغم أنه لم يخبرني بأي شيء ورغم أن محتوى رسائله كان عاديا جدا ولا يحمل أية مشاعر. لكن القلب عندما يهوى يخرس صوت العقل. لم يأت ذلك الصيف ولا الصيف الذي يليه ولم يرسل لي أية رسالة. ولم أفهم أو رفضت أن أفهم. لقد انتظرته إلى الآن عشر سنوات.
3.1. ألم الطعنة:
راسلته لفهم ما يجري لكنني لم أتلق أي جواب. في خضم ذلك، التحقت بالعمل في إحدى المؤسسات الكبرى وبدأت رحلة العمل بكل التزام خصوصا وأنا أعتقد دائما أنني امرأة مرتبطة. بعد سبعة أشهر من التحاقي بالعمل، وعند عودتي إلى المنزل ذات مساء. رأيت حكيم يغادر المنزل رفقة أمه. تسارعت دقات قلبي وخانتني رجلاي وصوتي ولم أقوى على الكلام.
يومها عندما دخلت المنزل، قالت لي أختي الصغرى ببرود: “لقد عاد حكيم، لقد تزوج. لقد جاء ليأخذ عروسه وسيغادر بعدها مباشرة”. بعد هذه الكلمات، لم اعد أسمع أيا من كلماتها، كنت هائمة في تساؤلاتي: يأخذ عروسه معناها أن عروسه من نفس بلدنا. أي أنه اختار الارتباط بامرأة أخرى غيري والتي من الممكن أنه كان يعرفها، في نفس الوقت، الذي كنا فيه معا. أو أن أمه هي من اختارتها له أو أو أو… المهم أنه بملء إرادته، لم يخترني أنا.
وعكس كل ما ظننت. لم أبك ولم أصرخ ولم أنهار، كل ما فعلت أنني دخلت غرفتي دون نطق أية كلمة، وأغلقت الباب. لقد تحجر كلي شيء بداخلي، حتى الدموع. انتظار عشر سنوات أصاب كل جزء من جسدي بتحجر غريب. كأنني لا أحس بأي شعور ولا بأي عضو من أعضاء جسدي.
مر على هذا الحادث خمس سنوات بالضبط. تأكدت خلالها أن حب الانسان لنفسه هو أجمل ما يمكن أن يهديها. ركزت اهتمامي على نفسي بدون أن أذرف دمعة واحدة، لدرجة انني توقعت أن أقع مريضة أو أنهار أو أدخل في حالة هيستيرية يوما ما. لكن كل ذلك لم يحدث. كل ما حدث أنني حولت كل طاقتي إلى العمل والاعتناء بنفسي.
بدأت بممارسة الرياضة لخسارة بعض الوزن الذي اكتسبته خلال كل تلك السنوات، وركزت على مظهري الخارجي بشكل كبير. كنت لا أخرج إلا وأنا في كامل أناقتي. كل أسبوع كان لي لقاء لا أتنازل عنه، لقاء مع شعري ووجهي وأظافري. بدأت بدراسة أصول الإتيكيت، فتغيرت مشيتي وطريقة جلوسي وكلامي وحتى نظراتي، أصبحت أكثر ثقة وأكثر قوة. لم أكن أبدا أتخيل أننا يمكن أن نتعلم كل شيء حرفيا وأن نقلب شخصيتنا كليا متى توفرت لدينا الإرادة. وأنا كان لدي من الإرادة ما يكفي عذاب عشر سنوات.
4.1. الانتقام الراقي:
لم أكن حينها أدرك أنني بكل ذلك لا أفعل سوى الاستعداد ليوم لقاءه. كنت أريده أن يرى لمياء الجديدة التي لم يعهدها. كنت أريده أن يندم ويتحسر على ما فقده. وبالمقابل فالتغير الرائع في شكلي وشخصيتي جلب لي الكثير من المعجبين، لدرجة أنني بدأت أتلذذ بكل هذا الاعجاب الذي يحيطني وبدأت أنساه شيئا فشيئا. لكنني لم أنس ثأري.
إلى أن عاد. كان الكل في الحي يتحدث عن عودته مع زوجته وطفليه. لم أذهب مع باقي الأسرة لأبارك لوالدته عودته. لم أكن أريده أن يراني. كنت أريده أن يراني بعيدة جدا ومختلفة تماما. بعد أسبوع تقريبا من عودته، وبعد أن وضعت جسدي وروحي في دورة مكثفة لأطلع بأحسن صورة، التقينا.
خرجت بعد أسبوع من الاعتكاف. كنت أريده أن يراني في أبهى حلة ممكنة. نظرت إلى نفسي في المرآة قبل المغادرة وقلت لنفسي: كم أنت رائعة. ثم خرجت. كان واقفا بجانب سيارة أبيه يفرغ بعض الأغراض. مررت بجانبه وقد انسدل شعري الأسود الرائع فوق ظهري، وأظهر الفستان الأزرق الجميل تناسق جسدي، في حين أضاف الماكياج الرائع لمسة أخيرة لكل ذلك.
مررت بجانبه، رفع رأسه فرآني، ولمحت على الفور نظرة الانبهار والاعجاب الكبير في عينيه. قال لي: أهلا لمياء، أوووه لم أعرفك لقد تغيرت كثيرا، تبدين رائعة. لم أتوقف لكنني ابتسمت ابتسامة مجاملة خفيفة جدا أقرب منها إلى اللامبالاة، وأجبته وأنا مستمرة في المشي: أما أنت فلم تتغير، لا جديد فيك.
غادرت وظل واقفا ينظر إلي. أحسست حينها أن كل الوقت الذي أضعته لم يذهب هباء. لقد انتصرت عليه وظل هو واقفا هناك كأنه لا يصدق ما سمعه.
بعدها مباشرة، بدأت ألاحظ أنه يقف كثيرا أمام منزلهم المقابل لمنزلنا، ينتظر ان يقابلني صدفة. في حين كنت أخرج بسيارتي مباشرة من المرآب بحيث لا يمكنه التكلم معي، إمعانا في إهانته. كنت أمر أمامه في كامل أناقتي، فلا أكلف نفسي حتى مشقة النظر إليه. لكنني كنت متأكدة أنه ينظر إلي ويراقبني حتى أغيب.
5.1. نشوة الانتصار:
لم أكن أعير زوجته أي اهتمام. كان اهتمامي كله منصبا على نفسي. لم تتملكني أبدا الرغبة في رؤيتها لمعرفة كيف تبدو والدخول في المقارنات اللانهائية. لقد كنت قوية جدا. وأحيانا كنت أهمس لنفسي: ما هذا الجبروت؟
لقد حولني غدر رجل سرق عشر سنوات من عمري إلى امرأة بلا إحساس وبلا قلب. حول فتاة حالمة بسيطة إلى حجر لا تتخلله قطرة ماء. أما هو فعندما يأس من محاولة التحدث إلي ولو بالصدفة، بحث عن هاتفي الجديد واتصل بي. أتاني صوته ضعيفا ونادما وخاطبني بلهجة الحنين: لمياء لقد اشتقت إليك كثيرا. أجبته بدون أدني مبالاة: من المتكلم؟ قال لي: هذا حكيم هل نسيت صوتي؟ قلت له بدون أدني تردد: آه حكيم، أعتذر منك لكن لدي اتصال مهم على نفس الخط ويجب أن أقفل. أقفلت الخط دون أن أعطيه فرصة نطق كلمة واحدة، ووقفت بعدها أمام المرآة وقلت بكل ثقة: جبروت.
حاول مرارا وتكرارا التواصل معي على الهاتف، لكنه لم ينجح. كان يرن لي في اليوم عشرات المرات ولم أكن أجيب. بعدها بدأ في إرسال الرسائل عبر الواتس. كنت أتركها دون قراءة لأيام. في مرة قال لي: لقد ندمت ندما شديدا على خسارتك ولا أدري هل هناك مجال لتصحيح الأمور. بعد يومين أجبته: أرجوك لا داعي لكل هذا التحرش برسائلك، ألم تفهم بعد أنني مغرمة برجل آخر. ثم بمجرد قراءته للرسالة، عملت له بلوك قبل أن يتمكن من الإجابة. وقفت أراقبه من النافدة المغلقة ورأيته كالديك المذبوح يذهب ويجيء أمام المنزل، لا يعرف ما يفعل. حتى أنني ظننت للحظة أنه سيطرق بابنا. لكنه لم يفعل، رغم كل اليأس الذي كان فيه.
من حسن الأقدار، أنه عندما عاد في الصيف الموالي كنت قد تزوجت وغادرت المنزل. أخبرتني أختي أنه سأل عني وقالت له أنها ارتبطت برجل رائع. سألتني أختي: هل حكيم يحبك؟ لقد كان حزينا جدا عندما أخبرته بزواجك. أجبتها ضاحكة: ومن لا يحب امرأة مثلي.” انتهى سرد لمياء.
2. الاستعداد للقاء:
كيف أتصرف عندما أرى حبيبي السابق؟ عادة عندما تطرح المرأة هذا السؤال فهي إحدى المرأتين: إما انها المرأة التي تترقب لقاء حبيبها لاسترجاعه أو المرأة التي تترقب لقاءه للانتقام منه “معنويا”، كما كان الحال بالنسبة للمياء. لمعرفة نوع هذه المرأة وتحديد طريقة تعاملها في أول لقاء، يجب علينا الرجوع إلى سبب الفراق.
الرجوع إلى سبب الفراق:
ليست هناك قاعدة ثابته، لكن في الغالب، المرأة التي ضحت أكثر خلال العلاقة وتحملت وأخلصت، ثم بعد ذلك طعنت وجرحت، هذه المرأة عادة ما ترغب بقوة في اللقاء بعد الفراق للانتقام. أما المرأة التي كانت في علاقة سوية وطبيعية، ثم جاء الفراق لسبب ما وهي ما تزال تحبه، فعلى الأرجح هي تترقب لقاء حبيبها بعد الفراق من أجل استرجاعه.
لكن، في كلتا الحالتين، هذا اللقاء الأول بعد الفراق مهم جدا. سواء كانت المرأة لا تزال تحمل مشاعر الحب لحبيبها أم لا. هو لقاء استرجاع الكرامة والثأر اللاواعي للكبرياء. لذا على المرأة أن تكون فعلا متميزة وذكية للخروج “منتصرة” في هذا اللقاء. سواء كان هذا اللقاء مخططا له، أو جاء صدفة.
فإذا كان لقائكما مخططا له، أي إذا تم التواصل بينكما من جديد وتم الاتفاق على موعد للقاء. أنصحك بمطالعة مقالتي: ماذا أفعل في أول لقاء مع حبيبي بعد الفراق؟ فقد فصلت لك فيها كل ما يمكن أن تحتاجيه من تقنيات لإنجاح أول لقاء مبرمج بينك وبين حبيبك.
أما إذا كانت حالتك، هي نفس حالة لمياء، أي أنك تعلمين أن اللقاء سيتم لكنك لا تتحكمين في ظروفه. لا تعلمين متى سيقع؟ وأين سيقع؟ وكيف سيقع؟ إذا كنت تتسآلين: كيف أتصرف عندما أرى حبيبي السابق؟ فأنصحك باتباع الخطوات التالية:
1.2. ركزي على نفسك:
لن أمل أبدا من تكرار هذه النصيحة. صدقيني، حبك لنفسك هو أجمل هدية تقدمينها لنفسك. إن حبك لنفسك له إيجابيات عديدة، لعل أهمها أنك أبدا لا تمنحين حبا أكبر من حبك لنفسك لأي شخص مهما كان، لذا فعادة أنت من تتركين وتهجرين وليس العكس. وحتى إن حدث وأحببت، فحبك لنفسك يجعلك دائما تختارين الشخص الذي يريحك ويغمرك بالسعادة.
حبك لنفسك، دون أن يصل إلى الأنانية، له إيجابية أخرى، وهي أنك تركزين كثيرا على مظهرك الخارجي وحالتك الداخلية. وغالبا ما لا تسمحين للآخرين بالتأثير على سعادتك وبهجتك. عندما تركز المرأة على نفسها. عندما تعتني بأناقتها وجمالها ومظهرها وشعرها… تصبح متميزة وهذا التميز يشع لدرجة أن جميع من حولها يلاحظونه.
أنت في المرحلة التي تمرين بها، مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتركيز على نفسك. حاولي التركيز على الداخل والخارج بنفس القدر. حاولي التطوير من نفسك وإصلاح كل الأمور التي يمكن إصلاحها، سواء في مظهرك الخارجي أو في شخصيتك، خصوصا ثقتك بنفسك. لا تتهاوني أبدا في هذه النقطة. فالشكل الخارجي كالشخصية الرائعة كلها أشياء تجذب الرجل بنفس القدر. فمظهرك الخارجي يجذبه في البداية، لكن شخصيتك هي من تبقيه إلى جانبك. أنصحك بالرجوع إلى مقالتي: كيف أكون جذابة في عيون الآخرين؟ ستجدين فيها تفاصيل جد مهمة حول هذه النقطة بالذات.
2.2. لا تغادري منزلك أبدا وإلا وأنت في كامل أناقتك:
لا أستطيع أبدا مهما حاولت، التكهن باحتمالية لقائك بحبيبك. أنت وحدك تستطيعين، إلى حد ما، معرفة ذلك. أنت وحدك القادرة على تحديد إمكانية تقاطع طريقيكما بالنظر إلى مكان سكنه أو مقر عمله أو الأماكن التي يرتادها عادة. هذه الأماكن، أنت تعرفينها أكثر من غيرك وتعرفين هل هناك احتمالية كبيرة أم متوسطة أم صغيرة للقائكما.
لكن مهما كانت احتمالية هذا اللقاء ضعيفة، أعلم جيدا أنه مهم جدا بالنسبة لك، وربما هذا اللقاء هو ما يغذي كل التحدي والإصرار على تطوير ذاتك.
هناك جملة شهيرة لملكة الموضة والأزياء كوكو شانيل تجيب بشكل رائع على سؤالك: كيف أتصرف عندما أرى حبيبي السابق؟
“لا تغادري منزلك أبدا، ولو لمدة خمس دقائق، دون أن يكون مظهرك مثاليا، فقد يكون هذا هو اليوم الذي ستقابلين فيه رجل حياتك.”
وأنا أقول: قد يكون هذا هو اليوم الذي تقابلين فيه حبيبك السابق.
أعلم أن ذلك يبدو مستحيلا، فلا يمكنك أن تكوني متأنقة كل يوم. وأقول لك أن هناك نساء كثيرات يستطعن، وما دمن يستطعن فأنت كذلك تستطيعين. عودي نفسك على التأنق متى أردت الخروج. لا تهملي في مظهرك الخارجي أبدا. أما الداخلي فيجب أن يكون في حالة تطوير مستمر.
إذا صعب عليك ذلك، حاولي على الأقل تجنب كل الأماكن التي تكبر احتمالية لقائه فيها، عندما تكونين غير متأنقة. ستقولين لي: حبيبي يعرفني جيدا ويعرف أنني أستطيع أن أكون بغاية الأناقة متى أردت ذلك. وأقول لك: تذكري جيدا أن الرجل يعشق بعينيه، فلا تعتمدي كثيرا على ذاكرته. لا تعتمدي على شيء غير مضمون. إن أول ما سيراه حبيبك منك هو شكلك. فلا تدعيه يسترجع ذكريات شهور أو سنوات مضت ليستحضر صورتك الأنيقة في أول لقاء لكما. في حين تبدين أنت في أسوء حالتك شكلا ومضمونا. ثم أننا نريدك مختلفة وأكثر أناقة مما كنت عليه وأنت معه وإلا ما هدف كل هذه الاستعدادات. إن لعين الرجل ما ترى. فانتبهي لهذه التفصيلة.
3.2. لا تحاولي أبدا مطاردته لخلق صدفة اللقاء:
أقولها دائما ولن أمل من تكرارها. المطاردة تأتي دائما بنتائج عكسية وأبدا لا يمكن توقع أية نتائج إيجابية منها. لا أحدا أبدا يحب أن يكون مطاردا. وبالخصوص الرجل. فكيف للرجل الذي توارث غريزة الصياد منذ آلاف السنين أن يقبل أن يكون طريدة. تذكري دائما ذلك. الرجل صياد لا يمكن ولا يقبل ولا يستسيغ ويكره أن يكون مطاردا. فلا تفعلي.
تسألينني: كيف أتصرف عندما أرى حبيبي السابق؟ وأجيبك: مهما كنت مستعدة للقائه ومتحمسة. ومهما كانت كلماتك محضرة بعناية ومنسقة. أو كنت في أبهى وأروع حلة. ومهما كان غضبك أو حماستك. لا تحاولي أبدا خلق هذا اللقاء خلقا. لأنه بكل بساطة إن أحس بذلك، ستذهب مجهوداتك كلها سدى. ثقي أنك ستدخلين هذا اللقاء من موقف ضعف بمجرد أن يعلم أو يحس أنك كنت تخططين وتسعين لهذا اللقاء بأي شكل.
أجمل ما يمكن أن يقع لك هو أن تلتقيه صدفة. لكنها صدفة استعددت لها أنت منذ أسابيع ويمكن منذ شهور. إذن فهي صدفة اللقاء لكنها أبدا ليست صدفة الاستعداد. لذا، لا يجب أبدا أن تزعزع ثقتك بنفسك. لا تمنعي قلبك من الخفقان بشدة فهذا شيء طبيعي. لكن نصيحتي التي ستشكرينني عليها فيما بعد، هي ألا تدعي شيء مما يحدث بداخلك يخرج إلى السطح. وسأشرح لك في النقطة التالية كيف تتصرفين خلال هذا اللقاء.
4.2. لقاؤكما محتم لأنه في نفس محيطك:
زميل عمل، ابن جيران، رفيق دراسة… أو أي شيء آخر، المهم أن لقاءكما شيء محتم.
أولا يجب التوضيح أن المرأة التي تعلم أنها ستلتقي حتما بحبيبها تختلف عن المرأة التي لا تعلم إن كانت ستلتقيه، في شيء واحد وأساسي، وهو درجة الاستعداد. فإذا كنت في الخانة الأولى، أي أن حبيبك يعيش في محيطك المقرب وأنك حتما ستلتقين به، فاستعدادك يجب أن يتميز بشيئين اثنين: أولا السرعة وثانيا الدقة.
لن أفسر لك ضرورة الأولى، بذكائك تعلمين أنك يجب أن تستعدي بسرعة فائقة لهذا اللقاء، لأن احتمالية وقوعه آنية. لذلك أنصحك، إذا لم تكوني بعد مستعدة لهذا اللقاء من الأفضل أن تختفي بعض الوقت. إذا كان زميلا في العمل قدمي على عطلة إدارية، وإذا كان زميل دراسة قدمي على ترخيص مرضي إذا أمكنك ذلك. أما إذا كان ابن الجيران أو من العائلة المقربة فاختفي لفترة، بطريقة ذكية دون إثارة الشبهات.
أما إذا كانت أعصابك قوية وردود فعلك سريعة، فأنصحك خلال اللقاء الأول، بالنصائح التالية:
1. لا تتظاهري بأنك لم تريه:
لا تعرفين ما تفعلين؟ تتردين؟ لا تعرفين هل تقتربين أم تبتعدين؟ هل تسلمين أم لا؟ هل سيقف أم سيكمل طريقه؟ هو مثلك تماما مرتبك ولا يعرف ما يفعل. ومهما كان استعدادك فقلبك قد يخونك ومعه حركاتك. لكن الذي يجب أن تتفاديه بأي شكل، هو التظاهر بعدم رؤيته. لأن ذلك يعتبر قلة احترام وقلة تربية. بالإضافة إلى أن تصرفا كهذا سيوشي بضعفك الكبير وبحقيقة مشاعرك.
حاولي تحليل حركاته بسرعة وذكاء. فحركاتنا وتعابير جسدنا تنطق بتسعين بالمائة مما بدواخلنا، وهذه حقيقة علمية غير مختلف عليها. لذلك، أقول لك انتبهي جيدا لحركاته وتعابير وجهه في أول لقاء. غالبا هذه الحركات ستكون مرتبكة وغير متناسقة وقد توشي بالكثير مما بداخله إذا عرفت كيف تلتقطين تفاصيلها. فإن رأيت ترددا منه واصلي طريقك ولا تلتفتي. أما إن توقف فانظري إليه ببساطة وبشكل طبيعي. فإن ابتسم فردي بابتسامة مجاملة وظلي مكانك. لكن أبدا لا تتظاهري أنك لم تريه.
2. حاولي البقاء طبيعية:
لن أتكلم عن شكلك، ففي مقالتي السابقة: كيف أكون جذابة في عيون الآخرين؟ فصلت لك أهم الأشياء التي تجعلك جذابة ومثيرة. ارجعي إليها ستعرفين بالضبط الخطوات الواجب عليك اتباعها.
بالمقابل، ما أريده منك هو تظلي، وأنت في قمة جمالك، طبيعية. لا ترتبكي فتظهري كالخائفة ولا تبالغي فتظهري مصطنعة. ظلي طبيعية ما أمكن، واعلمي أن هذا اللقاء المحتوم هو أفضل طريقة بالنسبة لك لتظهري جمالك وأنوثتك وأناقتك بدون أن تشعريه أن كل ذلك كان مقصودا أو مخططا له.
أي تكلف مهما كان بسيطا سيلاحظ. رجاء لا تحاولي الاستهزاء منه أو التهكم عليه أو التقليل منه لأنه تركك. وكذلك لا تغضبي أو تتثوري، ولا تحاولي بأي شكل من الأشكال معاتبته أو الاستفسار منه عن أي شيء. ممنوع منعا باتا إظهار طبيعة غير طبيعتك، لأن أية محاولة من هذا النوع ستفضح عمق الجرح بداخلك وستصغرك بدل أن تخدمك. ظلي كما أنت. إحساس واحد أريده أن يصله في هذه اللحظة: أنك جميلة وراقية وهادئة.
3. خيبي ظنه:
هو يتوقع أن تظهري إحدى هاته المشاعر الخمسة: إما فرحتك أو حزنك أو غضبك أو استهزاءك أو فضولك. وأنت ستخيبين ظنه تماما ولن تظهري أيا من هذه المشاعر. بل على العكس تماما. أنت ستبقين، وأنت في كامل شياكتك، طبيعية ما أمكن مع ابتسامة محايدة جدا على وجهك. فإن هو تقدم باتجاهك سلمي عليه بشكل طبيعي. إن سأل عن أحوالك أجيبي بكل بساطة مع ابتسامة مجاملة، لكن لا تسأليه أنت، بل استأذني وغادري. دعي خطواتك عادية وواثقة. لا تسرعي في المشي وكأنك هاربة من شيء ما، ولا تتماطلي كأنك تودين أن يلحق بك.
4. اجعلي لقاءكما قصيرا جدا وكوني أول من يغادر:
كلما كنت مختصرة ودقيقة وهادئة كلما كانت حيرته أكبر لمعرفة ما حدث خلال فترة فراقكما. خصوصا إذا كنت من النوع العاشق الولهان الكثير الكلام خلال فترة العلاقة. سيود معرفة كيف تطورت شخصيتك وسبب هذا التغيير الكبير. الرجل فضولي بطبعه ويعشق الغموض وكلما كنت مختصرة وغامضة كلما زاد فضوله.
لا تحاولي مهما حاول استدراجك، التحدث عما كان بينكما. لا تضعفي حتى وإن أخرج جملة الرجل القاهرة: “اشتقت إليك”. كلماتك يجب أن تضل في حدود السلام المتعارف عليه ثم كلمة أو كلمتين عندما يسأل عن أحوالك. ثم استأذني وغادري.
عنما تستأذني، لا تقدمي أسبابا ولا أعذارا لاستئذانك. قولي فقط أنك يجب أن تغادري ثم انصرفي. فمن موقعه الحالي، لم يعد له الحق في معرفة الأسباب ولست مطالبة أمامه بأي تبرير.
5. لا تدخلي في لعبة الاستهزاء السخيفة:
مهما كان ما حدث بينكما وأدى إلى الفراق، إياك أن تدخلي نفسك في لعبة الاستهزاء منه أو من خياراته. لا تحاولي أبدا التقليل من شأنه مهما كانت الوضعية التي وجدته عليها. ومهما بدوت رائعة وبدا هو بئيسا. نضجك في هذا اللقاء مهم جدا. كلماتك يجب أن تكون قليلة جدا ومحسوبة، وكذلك يجب أن تكون نظراتك وتعابير وجهك، لأن تعابير الوجه هي أكثر معبر عن الاستهزاء أو الاحتقار فانتبهي لها.
صدقيني سواء كنت تودين لقاءه لاسترجاعه أو للانتقام منه، ما أقدمه لك هو أفضل طريقة لكليهما. إحساسه بأنك شخص جميل وراقي لكنه سريع الاختفاء، هو أكبر انتقام يمكن أن تحققيه.
لمياء صاحبة القصة نطقت بجملة قاسية كانت كافية لإحداث الأثر، لكنني أبدا لن أستطيع أن أحدد طبيعة علاقة كل امرأة، فكل حالة لها خصوصياتها التي تعلمينها أنت وحدك. فإن كان هناك جملة تقف في حلقك وتودين إخراجها له بأي ثمن فاحرصي على أن تكون مختصرة جدا، لماحة جدا وذكية جدا وأن تخلف الأثر المرجو منها بالضبط وإلا لا تغامري بقولها.
6. لا تتحدثي عن نفسك أو إنجازاتك:
من الأخطاء الشائعة والمميتة، أن تبدأ المرأة بالحديث عن نفسها وعن إنجازاتها بمجرد لقاءه. تحاول، عبر كلمات مكشوفة جدا، أن توصل له معلومات مفادها أنها فعلت كذا وكذا وحققت إنجازات كذا وكذا، أو تقدم لخطبتها فلان وفلان، أو سافرت إلى كل مكان في العالم، أو اشتريت سيارة كذا… لو تعلمين مدى تفاهة ما تتفوهين به ومدى خطورته على هدفك. سواء كان هذا الهدف هو استرجاع حبيبك أو، على الأقل، ترك انطباع جيد له ليعاود الاتصال بك.
إن أسوء ما يمكن أن تقعي فيه، هو هذا التباهي الفارغ والمزعج والمكشوف والذي يعطي للرجل رغبة واحدة وهي الهروب من أمامك والاختفاء. ويؤكد له أن قراره بالفراق كان عين العقل.
خلاصة القول:
على سؤالك: كيف أتصرف عندما أرى حبيبي السابق؟ أقول لك باختصار: إن أروع ما يمكن أن تقدمي لنفسك في حالة كهذه هو أن تكوني في كامل أناقتك لأنها أول ما سيلاحظ منك. واعلمي أنكا قد لا تتكلمان، لذا، اجعلي شكلك الراقي يترسخ في ذهنه. وإن تكلمتما، كلماتك يجب أن تكون قليلة جدا وهادئة وخطوتك تحمل كل الثقة بالنفس. وجهك تعلوه ابتسامة رضا واعتزاز بالنفس وحركاتك بسيطة ومهادنة.
كلمة فقط أو كلمتين ردديهما بكل ثقة وهدوء جوابا على سؤاله ثم غادري تاركة ورائك رائحتك التي تملأ المكان وصوت حذاء الكعب العالي يرن في أذنيه يذكره بما خسره.
تحياتي لك.