You are currently viewing خانتني أقرب صديقة لي

خانتني أقرب صديقة لي

خانتني أقرب صديقة لي. في هذه المقالة سوف أقدم لك شهادة حقيقية لامرأة عاشت جحيم الخيانة من أعز شخصين في حياتها: زوجها وصديقتها. هذه الشهادة أريدها عبرة لك ودرس، حتى لا تكرري نفس الأخطاء.

البداية:

التقيت بزوجي عمر منذ حوالي عشرين عامًا. لم يكن حبا من أول نظرة، ولكن على مدار الأيام وتعدد الللقاءات تطورت علاقتنا. كان وسيما بشكل لا يصدق… وكنت أبلغ من العمر حينها 23 عامًا، لذا، كان هذا أكبر من أجمل أحلامي.

وبحمد الله، تكللت علاقتنا بالزواج. وولدت ابنتنا رشا بعد سبع سنوات من الزواج. كنت مضطرة أن أتوقف عن العمل لمدة سنة كاملة وأتفرغ لتربية ابنتنا بمفردي، لأن عمر كان يعمل بدون توقف، أكثر من 14 ساعة يوميا وسبعة أيام في الأسبوع. كان رجلاً طموحا مهووسا بالنجاح.

الخطأ الأول: تنازلت عن طموحاتي

عندما انتهت فترة التوقف السنوية التي أخذتها من أجل تربية رشا، كان من الضروري العودة للعمل، لكن لم يكن بمقدوري العودة إلى نفس العمل، لأنه كان يتطلب مجهودا وحضورا كبيرين وهو ما لا أستطيع ضمانه مع وجود رضيعة في البيت.

كان عليّ أن أبحث عن عمل بجدول مرن للغاية حتى أتمكن من تربية ابنتي. آنذاك اقترح علي عمر أن يوظفني في شركته، حتى أتمكن إدارة وقتي كما يحلو لي، لذلك تركت وظيفتي لأنضم إلى فريقه. لم أدرك حجم خطئي آنذاك. لكنني اكتشفت فيما بعد أنني نسيت نفسي، وطموحاتي وأحلامي ونفذت كل أوامره…وهذا كان خطئا فضيعا ارتكبته في حق نفسي.

في فريق عمله، كانت هناك امرأة: منال. عندما التقيتها لأول مرة،لا أدري لماذا، لكن كان لدي شعور غريب. ربما غيرة أم شك؟ لكنني في محاولة لتجاوز ذلك قلت مع نفسي:”إنها فقط تهيؤات”.

شيئًا فشيئًا، بدأت بالتعرف عليها والدردشة معها، وكان “صداقة” من النظرة الأولى. لقد اكتشفت أننا نحب نفس الأشياء، وأننا نمارس نفس الأنشطة ونضحك على نفس النكات. وبسرعة كبيرة، أصبحنا أفضل صديقتين في العالم. بل وكنا متشابهتين إلى حد كبير حتى اعتقد الكثير من الناس أننا توأم.

الخطأ الثاني: أدخلتها حياتي

الخطأ الثاني أني أدخلتها لحياتي

لمدة 15 عامًا، شاركت منال حياتها مع رجل طيب للغاية، أحمد، الذي سرعان ما أصبح قريبا من زوجي. فجأة أصبحنا نحن الأربعة نقضي كل عطل نهاية الأسبوع معًا.

كنت أذهب أنا وعمر ليلة الأربعاءلتناول العشاء مع منال وأحمد. ويوم الخميس يلتحقون بنا في المنزل لقضاء اليوم كله معنا، لقد كان الأمر يبدو كما لو أنهم كانوا دائمًا جزءًا منهعائلتنا. وتوطد هذا الاحساس أكثر وأكثر لأن منال وأحمد لم يكن باستطاعتهم الانجاب فكانوا متعلقين جدا برشا ويمضون الكثير من الوقت بصحبتها.

وبعد 20 سنة من الحياة الزوجية، وفي ليلة كنا نحتفل بهذه المناسبة بحضور جميع أصدقائنا، وبالطبع بحضور منال وأحمد، خرجت مع عمر إلى الشرفة، وتحت ضوء القمر، وضعت رأسي على كتفه وبدأنا في حديث عاطفي كأي حديث يمكن أن يدور بين رجل وزوجته. وبينما نحن كذلك لمحت منال تراقبنا من الداخل بملامح قلقة. أحسست بشعور غريب حينها وكأن قلبي أخبرني بأن هناك خطبا ما. لكنني تجاهلت الأمر ولم أعره اهتماما، ففي النهاية، منال هي أفضل صديقة لي وكانت متواجدة في كل اللحظات المهمة في حياتي.

ولم أدرك إلا بعد مرور سنة من تلك اللحظة، كم كنت ساذجة.

الحقيقة:

في صباح أحد الأيام، وبينما كان زوجي في مهمة عمل خارج المدينة، جاء زوج منال لرؤيتي في المكتب. وقال لي: “أحتاج إلى التحدث معك”.

خانتني أقرب صديقة لي

أعلن لي، مستاء أن زوجته اعترفت له بالأمس بأنها لم تعد تحبه. لقد ارتعبت من الفكرة. لأنني بكل بساطة فكرت لماذا لم تخبرني بأي شيء وأنا صديقتها المقربة، ماذا يعني ذلك؟ أعتقد أن هناك “رجلا آخرا في حياتها”، أضاف أحمد.

عندها فقط رأيت أخيرًا الأمور بوضوح. أجبته: “أنت على حق. وسأخبرك باسمه: عمر”. لقد خرج الجواب من تلقاء نفسه. وفجأة لم يعد لدي شك في الأمر، مع أنني قبلها بدقائق لم أكن أشك في أي شيء.

المواجهة:

جمعت شجاعتي بكلتا يدي، ودخلت مكتب منال، الموجود في الطابق العلوي. في ذلك الوقت، كنت أفتقر كثيرا إلى الثقة بالنفس وكنت خائفة من أدنى مواجهة. ولكنني كنت مصرة على معرفة الحقيقة. جلست أمام منال بهدوء عظيم وسألتها بصراحة: “هل تحبين زوجي؟” أجابت: “نعم، وهو يحبني”. لقد خانتني أقرب صديقة لي، وهذا الاحساس لا أريد لأية امرأة على وجه الأرض أن تعيشه.

بعد مرور سبع سنوات، ما زلت أفكر في تلك اللحظة. أفكر في تلك الكلمات القاسية جداً، وأفكر قبل كل شيء، في كمية اللامبالاة التي أجابتني بها منال. وحتى يومنا هذا، مازلت لا أستطيع أن أحدد إذا ما كانت صداقتنا حقيقية أم أنها كانت قد خططت لذلك منذ البداية.

عندما أطلقت منال هذه الجملة القاتلة دون أي انفعال، لم أضف أية كلمة. خرجت ثم اتصلت بزوجي لأخبره أنه يستطيع عندما يعود إلى المنزل أن يحزم حقائبه ويرحل، لأنني من المستحيل أن أسامحه.

ما فعله بي عمر كان قاتلا. لقد قلت لنفسي أنه إذا كان قادرًا على فعل ذلك بي فهذا يعني أنه بدون أخلاق ولا قيم. لقد كنا نعمل معاً. وقد أقام علاقة غرامية أمام عيني لسنوات.

في صباح اليوم التالي عدت إلى العمل. ولكن بعد أسبوعين، انتهى بي الأمر إلى مغادرة المكان إلى الأبد. لم أعد قادرة على تحمل مقابلة هذين الشخصين اللذين كانا يعنيان الكثير بالنسبة لي. واللذان سببا لي الكثير من الأذى. لقد خانتني أقرب صديقة لي وخانني معها أعز إنسان إلى قلبي. فكان الألم مضاعفا واليأس أيضا مضاعفا.

تركت عملي حتى لا أراه

المعافاة:

قبل زمن طويل، قالت لي زميلة في العمل، ان تجاوز الحب هو فقط مسالة وقت وإرادة. في ذلك الوقت، كنت مغرمة بعمر وكان من المستحيل ان أتخيل ما تقول أو أتقبله. لكنني الآن مقتنعة بأن كل شيء هو، في النهاية، مسألة وقت.

طالعي مقالتي: كيف أتجاوز علاقة حب فاشلة؟ ستطلعك عن الكثير حول هذه النقطة.

لقد ساعدني العديد من الأشخاص في التغلب على آلام خيانة أقرب شخصين إلي. أولا، طبيبتي النفسية، والتي ومنذ اللقاء الأول أخبرتني أنه، على الرغم من كل ما مررت به، فإنني سأشعر بالتحرر قريبا جدا. كلمة لم أتوقع سماعها حينها، وكانت تبدو لي بعيدة المنال، بل ومستحيلة.

الشخص الثاني الذي وجدت بجانبي هو والدي الذي عرض علي سنة إجازة على نفقته. وهكذا تمكنت من السفر مع ابنتي وأمضيت عدة أشهر في رعايتها والاهتمام بنفسي، والرياضة والراحة. والغريب، أنني في هذه الفترة بالذات أدركت مدى التعاسة التي كانت تخيم على حياتي القديمة . لم أكن أبدا أعيش لنفسي، بل كنت أعيش له ولابنتي، والبي طلباته حتى ولو جاءت على حساب راحتي. كنت غبية كفاية لأحبه أكثر مما احب نفسي.

العودة إلى العمل:

عندما قررت العودة إلى سوق العمل، لم أبحث عن العمل في شركة ما، بدأت العمل لحسابي، في المجال العقاري. في البداية، كنت متوترة من فكرة لقاء عمر ومنال مرة أخرى واللذان يعملان في نفس المجال. لكن هذا الخوف بدأ يتبدد شيئا فشيئا إلى ان اختفى.

كنت سعيدة جدًا باستعادة السيطرة على حياتي واتخاذ قرارات مهمة بمفردي، دون أن أعتمد على أي رجل. أدركت أخيرًا أنني أستطيع النجاح في هذا المجال دون أن أدين بأي شيء لأحد.

خانتني أقرب صديقة لي

اليوم، أشعر أنني أقوى ألف مرة، وأقرب من أي وقت مضى من ابنتي. لكن الشيء الذي أصبح ملازما لي هو أنني لا أزال أجد صعوبة كبيرة في الثقة بالصداقات وليس بالحب. فالرجل يمكن استبداله لكن الصداقة شيء مختلف تماما. لذلك، أصبح من عادتي التواجد بشكل حصري تقريبًا مع الرجال. فالتعامل معهم أبسط وأكثر شفافية. وفي كل مرة يحملني قلبي للانفتاح على صداقة غحداهن، اعيد عليه هذه الجملة مئات المرات: لقد خانتني أقرب صديقة لي.

يجب أن أقول إنني اليوم أقضي الكثير من الوقت مع زوجي الجديد! نعم، لقد تزوجت مرة أخرى. لهذا أؤكد ان الرجل يمكن أن يعوض. زوجي رجل رائع، أب لبنتين من زواج سابق. أشعر معه أنني بحالة جيدة وسعيدة ومحترمة.

عندما طلب مني الزواج، لم أتردد لثانية واحدة. كنت أعرف أنه الرجل المناسب. ومع ذلك، ورغم أنني سعيدة جدا معه إلا أنني أضع في حسابي باستمرار أن سعادتي يمكن ان تكون مرحلية وأن ارتباطي العاطفي به لا يجب أن يتعدى مستوى معين.

خلاصة القول:

جملة: “لا أستطيع العيش بدونه” جملة حذفتها تماما من قاموسي، ونصيحتي الوحيدة لك: افعلي نفس الشيء.