You are currently viewing أحب زميلي في العمل

أحب زميلي في العمل

أحب زميلي في العمل. جملة تكررت أمامي مرات عديدة، وفي كل مرة كنت أسمع فيها هذه الجملة ينتابني شعور بعدم الارتياح حتى قبل أن أسمع أو أقرأ أية تفاصيل.

1. شهادة حقيقية:

تقول هند: “تخرجت من مدرسة عليا وذهبت للعمل في مدينة جميلة. كنت أستعد لبدء حياتي وكنت سعيدة جدا بهذه الحياة وبهذه البداية. كنت في مقتبل العمر والحياة تفتح لي ذراعيها على مصرعيها. وكنت مصممة على أخذ كل ما تقدمه لي من فرص لأعوض سنوات الدراسة الشاقة والطويلة.

كنت الفتاة الوحيدة الشابة بين جميع الموظفات اللواتي كان عددهن جد محدود أصلا. باقي الموظفين كانوا كلهم رجالا. أحسست بأنني سأكون محط كل الأنظار، وقد كان. قضيت الأسابيع الأولى أستعرض أناقتي وجمالي على محيطي في العمل بدلال وقليل من التكبر. ثم توالت الأيام وبدأ الملل يتسرب إلي عندما لم أعد أقدم أي جديد.

عشت طوال حياتي في مدينة كبيرة وها أنا اليوم أعيش حياة بسيطة في مدينة بسيطة. كنت أتخيل أن راتبي سيسمح لي بأشياء كثيرة جدا وسأعيش حياة الأثرياء والحقيقة أنه بالكاد أصبح يكفيني.

أدركت بعد الدراسة أن الصورة التي نكونها عن العمل وعن حياتنا بعد العمل هي صورة مغلوطة جدا. نكتشف أن العمل سلسلة من الملل والاخفاقات والنجاحات القليلة وأن تفوقك في الدراسة لا يعني بتاتا أن تكون متفوقا كذلك في العمل.. فنبدأ بالحنين لأيام الدراسة. أو على الأقل هذه كانت حالتي.

في خضم هذا الملل وهذا الإحباط التحق بالعمل زميل جديد. كان بالنسبة لي حبا من أول نظرة. لم يكن وسيما ولا أنيقا جدا، ولكنه كان متوفقا وباردا. وربما لأنه لم يعرني اهتماما أصررت على التقرب منه. بدأت علاقتنا بعلاقة زمالة. بدأت بالتحدث معه كلما سنحت لي الفرصة بذلك. ثم شيئا فشيئا بدأنا بالخروج معا. كان كتوما جدا لذلك حرص على أن تبقى علاقتنا في السر، عكسي تماما.

1.1. الخطأ القاتل:

لقد عرف الجميع بهذه العلاقة لأنني لم أكن أبذل أي مجهود لإخفائها. كنت مقبلة على الحياة ولا يهمني أي شيء سوى سعادتي. في حين كان هو كتوما جدا ومتحفظا. عشت علاقة عاطفية بكل لحظات السعادة فيها والألم. بحلوها ومرها وشوقها وحنينها وكذلك بلحظات اليأس فيها.

كان العمل بالنسبة لي متنفسا ألتقي فيه بالرجل الذي أحب وأستمتع بقربه. أخذتني الحماسة في أحيان كثيرة فبدأت في محاولة دفعه إلى إظهار حبه لي أمام الجميع. كان ذلك يحرجه كثيرا. لكنني كنت متشبثة بحقي في أن يعلم الجميع أنه يحبني. كنت أنتظره أمام باب المؤسسة ليصحبني معه وكانت هذه من الغلطات الكارثية التي ارتكبتها في حق نفسي وسمعتي. كنت أزور مكتبه طوال الوقت وانظر إليه خلال الاجتماعات نظرات المرأة العاشقة. وكلما حاولت أكثر كان ينغلق على نفسه أكثر. أخطاء مميتة بعدد شعر رأسي ارتكبتها في حق هذه العلاقة، علاقة كانت قد نجحت لو لم أراكم هذا الكم الهائل من الغباء.

شيئا فشيئا بدأت ألاحظ أن زملائي الرجال في العمل بدأوا يتجرؤون علي. بل منهم من بدأ يغازلني بكلمات وعبارات بدت لي غريبة جدا؛ خصوصا عندما بدأت تصدر ممن هم أقل مني درجة في العمل. كلمات وصلت أحيانا إلى درجة الوقاحة. لم أفهم حينها ما يجري. ولم أتخيل أن الكل كان يعرف بعلاقتي بزميلي في العمل، لذلك تجرأ الكل على تجربة حظه معي لعل وعسى يحصل مني على شيء.

في خضم ذلك بدأت ألاحظ أن زميلي في العمل وحبيبي أصبح يحاول إقناعي بأن ارتباطنا أمر غير وارد. لأننا، على حسب زعمه، ننتمي إلى عالمين مختلفين. لم أفهم قصده وٱلمني جدا قراره بقدر ما آلمني أنني سأكون مجبرة على التعامل معه كل يوم. في حين هو يحاول أن يتملص من علاقتنا. ساءني جدا آنذاك ما سيقوله زملاء العمل عني، وكيف سينظرون إلي.

2.1. البحث عن حل:

قررت حينها أن أبحث عن مخرج لهذه الورطة التي كان استهتاري السبب الرئيسي فيها. بدأت بطلب انتقال إلى مدينة أخرى. لكن الطلب حضي بالرفض. آنذاك لم أجد أمامي سوى العالم الافتراضي لمحاولة تعويض الحبيب الذي خسرته، بحبيب آخر.

بعد عدة شهور حسبتها دهرا. التقيت شخصا على الانترنيت كان يقطن بالخارج. واتفقنا على الزواج بعد عدة أشهر. وخلال تلك الأشهر لمح لي حبيبي السابق أن أخاه وجد له عروسة، وراح يشكر لي في أخلاقها ومزاياها وحشمتها. من حسن حظي في تلك اللحظة، أنني كنت قد أدرت الصفحة ومررت بحياتي إلى مرحلة جديدة كليا، وإلا لكانت شكلت كلماته تلك أكبر صدمة في حياتي.

انا الآن متزوجة وسعيدة وأقطن ببلد رائع مع زوج ليس مثاليا، ولكنه طيب جدا. وكلما تذكرت ما فعلته في محيط عملي وكيف كنت أتصرف، أكره نفسي وأتساءل كيف تجرأت على الوصول إلى هذا المستوى من الانحطاط والتفاهة. لا أعطي حبيبي عذرا لأنه تركني، ولكنني أوجه إلى نفسي عتابا قاسيا على تصرفات حكمتها الرعونة والتسرع. وأشكر الله أنني تزوجت في بلد بعيد عن بلدي وأنني غير مجبرة على لقاء أناس من محيط عملي. أناس يحملون لي في أذهانهم صورة المرأة الطائشة وربما السهلة.”

انتهت قصة هند والتي سنعود لنقف عند بعض أخطائها في الآتي من هذه المقالة. لكن قبل أن نتطرق لذلك، هناك ربما تساؤل قد يخطر على بال العديد من الأشخاص، نساء ورجالا وهو: هل الوقوع في الحب في محيط العمل شيء عادي؟ وهل يسهل فعلا الوقوع في الحب في محيط العمل؟

2. لماذا يسهل الوقوع في الحب في محيط العمل؟

أحب زميلي في العمل

الإجابة على هذا السؤال ستكون عبر تجربة أجريت في مدرسة داخلية للطبلة في إحدى جامعات إنجلترا. هذه التجربة بينت أن الطلبة الذين يعيشون في نفس الطابق كونوا علاقات عديدة ومتنوعة فيما بينهم. هذه النتيجة كانت هي نفسها بالنسبة لجميع الطوابق، باستثناء الطابق الأرضي الذي يوجد بالمدخل الرئيسي والذي يلتقي طلابه بجميع الطلبة بشكل متكرر. هذا الطابق كون علاقات مختلفة مع طلبة جميع الطوابق.

على أساس هذه التجربة، تم تطوير نظرية “تأثير القرب” والتي يمكن تلخيصها فيما يلي: كلما اقتربت من شخص معين جسديا واحتككت به يوما بعد يوم، كلما زادت احتمالية إعجابك به. من هنا، تم استنتاج مدى التأثير المباشر للقرب الجسدي في تكوين العلاقات.

1.2. تطبيق نظرية “تأثير القرب” في محيط العمل:

بناء على ما سبق، وحيث أننا نقضي ثلث حياتنا بالعمل، ونتعامل يوميا مع نفس الأشخاص. فمن السهل الوقوع فريسة مجموعة من الأحاسيس والمشاعر. هاته الأحاسيس قد تختلف وتتنوع باختلاف الشخصيات والأحداث والأذواق والمصالح والتطلعات… فقد تنتقل من اللامبالاة إلى قمة الغيرة. وقد تميل من الاشمئزاز إلى قمة الحب. مجتمع صغير هو محيطنا في العمل. يحمل في ثناياه ما يحمله كل مجتمع بتناقضاته وتحدياته وتنافسيته وجماله…

لذا، فمن الطبيعي أننا جميعا، داخل أوساط العمل، قد نشعر بهذا الشعور أو ذاك، وهو شيء طبيعي وغير شاذ إطلاقا. لكن كما أكرر مرارا وتكرارا. نحن لا نحاسب على مشاعرنا لأننا في الغالب لا نتحكم فيها. لكن بمجرد أن تمر هذه المشاعر من خانة المشاعر إلى خانة الأفعال، هنا تبدأ المحاسبة. لذا، فكل تصرف يجب أن يكون محسوبا. لأن الذاكرة الجماعية تختزن كل شيء، وتقوم بمحاسبتك عليه إن عاجلا أو آجلا.

والحب، كأرقى شعور إنساني، هو من أوائل الأحاسيس التي تظهر عندما يتكرر الاحتكاك بين الأشخاص في مساحة محدودة. لذا فمن السهل الوقوع في الحب في مكان العمل. رغم كل التحديات الذي يمكن أن يواجهه هذا النوع من المشاعر بالنظر إلى قدسية المكان وحساسيته.

لكن وجب علي تنبيهك، عندما تأخذك عواطفك باتجاه زميل لك في العمل يجب عليك مراعاة مجموعة من القواعد الأساسية. هذه القواعد التي تهدف بالدرجة الأولى إلى حمايتك، سألخصها لك بأبسط طريقة ممكنة حتى يسهل عليك استيعابها.

3. قواعد علاقة الحب في مكان العمل:

1.3. التأكد أولا من أن زميلك غير مرتبط:

شيء طبيعي جدا وبديهي. أنت معجبة جدا بزميلك في العمل. نصيحتي الصادقة لك: قبل أن تنجرفي وراء هذا الإحساس ويتحول إعجابك إلى حب يصعب التحكم فيه، عليك أولا التأكد أن زميلك غير مرتبط.

أنا هنا أتحدث عن الارتباط بمعناه المقدس، أي الزواج. لكنني أقصد كذلك الارتباط العاطفي بامرأة أخرى حبا كان أو التزاما.

تأكدي من أن الحياة العاطفية لزميلك فارغة كليا قبل أن تخطي أي خطوة باتجاهه.

2.3. يجب أن يعرف أنك غير مرتبطة:

إذا استعملت ذكائك، والأدوات المتوفرة لديك في مكان عملك أو خارجه، لتصفح حياة زميلك العاطفية وتبث لك أنه حر مثل الطير. هنا عليك أن تعرفيه أنك أنت أيضا حرة من كل ارتباط. وإلا لن يجرؤ أبدا على التودد إليك.

أبدا لا أنصحك باستعمال طريقة هند في التعامل. المعلومة المتعلقة بعدم ارتباطك، يجب أن تصل بأكثر الطرق شياكة ولباقة. وخصوصا بأكثر الطرق حفظا للكرامة. لا تحاولي إغواءه بمجرد علمك بأنه غير مرتبط، بل دعيه يعلم بانك أنت الأخرى غير مرتبطة. دعيه هو من يبدأ بالتودد إليك. دعي المبادرة تأتي دائما من الرجل في هذه الحالة أو في غيرها.

كثيرة هي الطرق التي تمكنك من إيصال هذه المعلومة إليه. قد تأتي في خضم محادثة عامة. وقد تسرين بها إلى زميل أو زميلة مشتركة تثقين في نزاهتها ونضجها. لا تعطي أبدا تلك المعلومة اعتباطيا أو خارجة عن سياقها. حاولي ما أمكن أن تبوحي بها في سياق الكلام حتى تكون طبيعية ومنسجمة مع المحادثة فلا توشي أبدا بما في داخلك.

لا تسقطي من حسابك مواقع التواصل الاجتماعي. هي أداة فعالة لإيصال المعلومة المرجوة بأرقى طريقة ممكنة. وفي حلة جميلة تستطيعين اختيارها بكل ذكاء. وأجمل ما في هذه الطريقة أنها لا تكون موجهة لهذا الشخص بالذات، لذا فهي طريقة راقية وحافظة للكرامة في نفس الوقت. والأهم من كل ذلك، نتيجتها فعالة.

3.3. التلميح بالحركات والنظرات:

كلاكما عرف أن الآخر حر. الخطوة التالية يجب بالضرورة أن تأتي من زميلك. إياك أن تبادري أو تخونك تصرفاتك. المرأة السهلة مصطلح يسرع المجتمع جدا في إطلاقه على المرأة، وأحيانا بدون وجه حق. فكيف بمجتمع صغير في مكان مغلق. مجتمع ينتشر فيه الكلام والإشاعات بسرعة خيالية. إما بدافع التسلية، أو النميمة أو الحقد او الغيرة أو الحسد أو غيره. والكارثي أننا، في كثير من الأحيان، لا نتبين الصحيح من الخطأ في هذا الكم الهائل من الاشاعات، حتى تكون الوضعية قد تجاوزت مرحلة التراجع أو الإصلاح. لذا أنصحك، تصرفاتك اتجاه زميلك يجب أن تكون محسوية، لأن هناك عشرات العيون التي تراقب.

لكن هذا لن يمنعك من تسريب بعض الإيجابية والميل لزميلك بطريقة راقية وأنيقة، متى سمحت لك الفرصة بذلك. نظراتك له متى جمعتكما الصدفة وحدكما يمكن أن تحمل معاني لا تقولها مئات الكلمات. فإن هو مر إلى مرحلة الكلام المباشر، دعي كلماتك أنت دائما لماحة. أبدا لا تكوني مباشرة في البوح والكلام. دعيه يقبل عليك ميلا قبل ان تقبلي عليه بخطوة. لا تخافي من أن يمل ويتراجع. تأكدي أنك بتصرفك المتزن هذا تشعلين رغبته أكثر للظفر بك.

4.3. تجنبي التصريح المباشر بالحب أو بالارتباط:

لن أعيد لك هذه القاعدة الأساسية، ففي الحياة العامة كما في العمل، إنسي تماما أن تصرحي بحبك للرجل. وبالطبع نفس الشيء، إن لم يكن أكثر، ينطبق على الارتباط. هذان التصريحان يجب أن يأتيا لزاما من الرجل. لا أقول إنك لن تدفعيه بذكائك إلى نطق الكلمتين. لكنهما قطعا لن يخرجا من بين شفتيك.

سوف لن أخوض أكثر في تفاصيل هذه القاعدة. ما عليك إلا الاطلاع على مقالتي: هل أصارحه بحبي في بداية علاقتنا العاطفية؟ لمعرفة الكثير عن هذه القاعدة.

5.3. سرية العلاقة:

أحب زميلي في العمل

لن أمل من التركيز على هذه النقطة بالذات. إذا غلبتك مشاعرك وكان حبك لزميلك في العمل طاغيا لم تجدي منه خلاصا. فاحرصي، على الأقل، أن تظل عواطفك اتجاهه سرية تماما بالنسبة لكل زملائكم الآخرين. الكتمان شرط أساسي لنجاح أية علاقة عاطفية في محيط العمل. محيط صغير جدا مهما كبر. فيه الناس يعرفون بعضهم جيدا ويعرفون أحيانا حتى تفاصيل حياة بعضهم.

فإذا كان حبك لزميلك صادقا وكنت حريصة عليه، اكتميه عن كل زميل وزميلة مهما بلغت درجة قربك منها أو منه. فالكتمان قاعدة أساسية في العلاقة العاطفية داخل العمل. فكلما ضاقت المساحة وكثر عدد من يملؤها، كلما كان الحفاظ على السر أصعب لكن بالتأكيد أسلم. لماذا؟ لأنه إذا، لا قدر الله، فشلت علاقتك بزميلك قبل أن تصل إلى الزواج، ولم تكوني قوية الشخصية بما يكفي، سيكون فشل هذه العلاقة مدمرا لحياتك المهنية. لذا أوصيك بشدة: احرصي أشد الحرص على سرية علاقتك العاطفية داخل العمل.

6.3. عدم ملاحقته في العمل:

ينظر خلفه فيجدك. يلتفت حوله فيجدك. يدخل قاعة فتسبقينه إليها. ينزل إلى المقصف لتناول شيء فتجبرين صديقتك على النزول لرؤيته. اسمعيني جيدا: مهما بلغت قوة حبك لهذا الزميل ومهما كنت ضعيفة وعاشقة. إياك ثم إياك أن ترتكبي هذه الجريمة في حق نفسك. إن المطاردة شيء مرفوض تماما في العلاقة العاطفية. هذا النوع من التصرفات يجعل أي رجل، مهما بلغت درجة إعجابه بك، يستخف بك في النهاية وينفر منك. قصة سميرة بكل تفاصيلها ودروسها والتي جاءت في مقالتي: حبيبي يحب امرأة أخرى ستعطيك درسا قويا حاولي دائما استحضاره متى تغلبت عليك عواطفك، ورغبت بأي ثمن في رؤيته وملاحقته.

إعطي زميلك مساحة كافية. سواء داخل العمل أو خارجه. لا تطارديه ولا تظهري كل دقيقتين في مجال رؤيته. إن اشتياق زميلك لك من الأساسيات التي ستبنى عليها علاقتكما وتتطور وتتقوى. وسأخبرك في القاعدة الموالية، عن طرق بسيطة جدا لجعله دائما في حالة شوق.

4. جعل زميلك في العمل دائما في حالة شوق:

ستسألينني كيف، سأقول لك اتبعي الخطوات الآتية بذكاء واضمني النتيجة.

1.4. التغيب الممتع:

هذه القاعدة تأتي متلازمة تماما مع القاعدة التي سبقتها. فعدم ملاحقة زميلك في العمل تعني أنك تتصرفين بشكل ذكي، ولا تحاولين أبدا التواجد في المكان الذي يتواجد فيه إلا إذا كان تواجدك ضروريا. إذن فأنت بشكل أو بآخر تحرمينه من رؤيتك. وهذا هو بالضبط أساس قاعدة التغيب الممتع. كيف تطبقينها؟ إليك ثلاث طرق:

1. الطريقة الأولى:

إن التغيب الممتع وإن ارتبط بالقاعدة السابقة إلا أنه يختلف عنها في طرق التطبيق. فالتغيب الممتع شيء تخططين له وتطبقينه بذكاء ليظهر وكأنه طبيعي. سأعطيك أمثلة على ذلك لتقريب الصورة. فمثلا إذا دعا أحد الزملاء الجميع، بما فيهم زميلك، على الغذاء في مطعم الإدارة أو خارجه، وكنت في أبهى حلة فاحرصي على الحضور وتألقي. أما إذا صادفتك الدعوة وأنت في يوم سيء فلا تذهبي وتأكدي أن غيابك سيلاحظ.

2. الطريقة الثانية:

إذا كان هنا اجتماع وعلمت أنه سيحضره، حضري له كما تحضرين لحفل، وارتدي لباسا في قمة الأناقة. حاولي أن تكوني مميزة دون بهرجة. إذا لم تكوني متعودة على وضع الماكياج لا تضعيه. ولكن حاولي أن يكون وجهك صافيا وشعرك في قمة الحيوية… لن أخبرك كيف تكونين في قمة أناقتك فأنت بالتأكيد تعلمين كيف تبدين متميزة. لكن الهدف من كل هذا ليس الأناقة من أجل الأناقة، بل الأناقة من أجل إثارة انتباهه وإعجابه.

لكن احذري، عند دخولك الاجتماع، لا تركزي نظرك عليه. لا تحاولي إثارته بحركات أو نظرات. تصرفي معه بنفس الدرجة التي تتعاملين بها مع جميع زملائك. خطواتك يجب أن تنم عن ثقة بالنفس واعتزاز. تجنبي تماما الضحكات المبتذلة مع زميلاتك لإظهار تميزك فهذا منفرا أكثر مما تظنين. تصرفي بشكل طبيعي جدا وأنيق. ثم في اليومين المواليين تبخري في الهواء، أو على الأقل، حاولي ألا تلتقي به إذا تمكنت من ذلك. حاولي أن تظل صورة آخر اجتماع عالقة بذهنه. وتأكدي أنه سوف يفكر فيك طوال فترة غيابك المخطط لها مسبقا.

3. الطريقة الثالثة:

دعا هو الجميع على شيء ما، شاي أو قهوة أو مجرد دردشة. انت لا تذهبي. دعي الجميع يذهب وضلي أنت في مكتبك بدعوى ملف مستعجل أو غادري بدعوى قضاء غرض لا ينتظر. لا تكوني متوفرة ولو أنكما معا في نفس العمل. حاولي قدر استطاعتك أن تغيبي عن ناظريه بين الفينة والأخرى. وفي الغد عندما يلتقيك، لا تبرري له غيابك عن دعوته حتى يسألك. فإن سأل فبكلمات قصيرة جدا تشرحين وتعتذرين لغلق الموضوع. تذكري أنك متى توسعت في الجواب فهذا دليل على أنك تحاولين التبرير له عن الغياب لأنك تخافين خسارته، وهذا شيء مرفوض.

هذه بعض الطرق لممارسة التغيب الممتع وأنا متأكدة أن كل واحدة منكن يمكنها ابتكار العشرات من هذه الطرق حسب شخصيتها وحسب خصوصية المكان والزمان ونوع العلاقة…

2.4. لا تذهبي إلى العمل وإلا وأنت في قمة الأناقة:

قاعدة لست أبدا بحاجة إلى التحدث عنها. لكنني سأكررها للواتي يهملن مظهرهن الخارجي بدعوى أن الجمال جمال الروح.

لا شيء أبدا يمنعك من الجمع بين جمال الروح وأناقة المظهر الخارجي. وأنا عندما أتحدث عن الأناقة لا أتحدث عن الجمال الخارجي كما لا أتحدث قطعا عن الثياب والمجوهرات الغالية. وقد فصلت في هذا الموضوع في مقالة سابقة لي: كيف أكون جذابة في عيون الآخرين؟ اطلعي عليها ستفيدك كثيرا.

أحب زميلي في العمل

3.4. أظهري له التقدير:

نقطة مهمة جدا. التقدير بالنسبة للرجال شيء أساسي وحيوي. لا تفكري في الأمر من وجهة نظر أنثوية، فالرجال يختلفون عنا كليا في هذه النقطة. ما نراه نحن ثانويا قد يجدونه همجوهريا، والعكس صحيح.

لذا، وفي جميع المواقف داخل العمل، أظهري لزميلك كل التقدير والاحترام. سواء أمام زملائكم في العمل أو زوار المؤسسة الاعتياديين أو الغرباء. تصرفاتك أمامهم يجب أن تنم عن قدر كبير من الاعتزاز بزمالته وتقدير أكبر لكفاءته في العمل وتفانيه. حاولي ألا تسقطي في المبالغة فتظهري بمظهر المتملقة والضعيفة. كل ما هو مطلوب منك هو تصرف أو كلمة تأتي في سياقها العادي، تظهرين فيها احترامك وتقديرك له أمام الجميع. وسأقول لك سرا: هناك من الرجال من تهمه هذه التفصيلة أكثر بكثير من كل ملابسك وأناقتك ومجوهراتك. لذا احرصي على أن تستعملي هذا السلاح بكل عفوية مدروسة وذكاء.

4.4. تراجعي في الوقت المناسب:

تحبينه أو فقط معجبة. هو حر كالطير وأنت كذلك. كل الشروط متوفرة لكنه لم يظهر لك أية علامة ولو صغيرة تنم عن إعجاب. طبقت كل القواعد السابقة بحذافيرها لمدة أسابيع ثم أشهر، لكن لم تكن له أية ردة فعل. تراجعي فورا.

ظلي كما أنت جميلة وأنيقة وواثقة من نفسك، لكن إذا كانت هناك جرعة رومانسية تعطينها له في كل مرة تتلقيان. أوقفيها فورا. احرميه منها وتراجعي خطوة إلى الوراء.

إذا لم يأخذ زميلك الذي يثير إعجابك أية مبادرة فهذا يعني أن هناك مشكلة ما. قد لا نستطيع التكهن بنوعها أو حجمها، لكن ما نستطيع التحكم فيه وضبطه، هو تصرفاتنا وسلوكنا.

لا تنسي أبدا أنك في محيط العمل، لذا قلت لك أن تصرفاتك يجب أن تكون محسوبة. فزميلك هذا، مهما كانت دوافعه، إذا لم يقم بأية خطوة باتجاهك فإن تصرفه هذا قد يدفعك أنت إلى القيام بخطوات كاملة في اتجاهه، وهذا خطر كبير عليك. خصوصا في المكان الضيق الذي تعيشن فيه معه بضع ساعات في اليوم. والذي في الغالب، ستقضين فيه الأربعين سنة المقبلة من حياتك. تذكري هذه التفاصيل وهذه المعطيات وتراجعي إلى الوراء.

– فوائد تراجعك:

تراجعك هذا ستكون له نتيجتان: إما أنه سيلاحظ أنك تغيرت، رغم أنك لا تقدمين عادة سوى القليل جدا، وغالبا على شكل نظرات. لكنه سيلاحظ هذا التغيير، وهو ما سيدفعه إلى أخذ المبادرة في اتجاهك إذا كان يميل إليك، لكنه خجول أو كتوم أو متردد أو أي سبب آخر. تراجعك للوراء سيدفعه إلى حسم أمره وأخذ القرار ومعه المبادرة.

النتيجة الثانية هو ألا يكون مهتما لأي سبب من الأسباب. إما أن يكون له مشروع هجرة خارج الوطن، أو أن يكون مركزا على هدف معين أو مرتبطا عاطفيا بامرأة لا يستطيع التخلص منها ولم تستطيعي الوصول إليها عند بحثك في حياته العاطفية. أو قد يكون مثلي الجنس، أو غير ذلك. مهما يكن السبب، تأكدي أنك عندما تتراجعين إلى الوراء، ولا يتقدم هو باتجاهك لتقصير المسافة، تأكدي أن هذا الموضوع سيخدمك فيما بعد متى قررت طي الصفحة. على الأقل ستخرجين من هذه التجربة بأقل الأضرار.

سيكون عليك التعامل مع عواطفك فقط وليس مع عواطفك وكلام زملائك والشائعات والنظرات والتصرفات… ثم بعد كل هذه المعاناة عليك التأقلم مع وضع ستكونين فيه في موقف ضعف أمام رجل أردت الوصول إليه بكل الطرق، ففقدت احترامك وكبريائك وأنت تحاولين. لذلك أنا أكرر أنك باتباعك لهذه القواعد ستخرجين بأقل الأضرار.

خلاصة القول:

إذا مالت مشاعرك لزميلك في العمل فاحرصي فقط على اتباع القواعد التي حدثتك عنها. مشاعرك اتجاه زميلك قد تصل إلى درجة الحب والوله. وقد تظل في مراحلها الأولى إلى أن تموت قبل أن تتطور. نظرية “تأثير القرب” تعطينا استنتاجين اثنين مهمين جدا في هذا الباب.

1. الاستنتاج الأول:

الاستنتاج الأول هو أن الوعي بتأثير القرب وفهمه مهم جدا ويشكل حماية لنا فيما بعد. لأننا أحيانا نعتقد أننا معجبين أو أننا نحب شخصا ما في المحيط القريب جدا. ثم نكتشف بعد فترة أن ذلك لم يكن أبدا حبا وإنما هو اعتياد بسبب تأثير القرب. لذا، متى فهمت جيدا نظرية “تأثير القرب” سوف تتحكمين جيدا في تصرفاتك خلال الفترة الأولى من ظهور هذه المشاعر، لأنك واعية أنها قد تكون مشاعر عابرة نمت فقط بفعل تأثير القرب. مشاعر يجب أن تخضعيها لعامل الوقت والتباعد قبل أن تجزمي بأنك فعلا معجبة أو عاشقة لهذا الزميل.

2. الاستنتاج الثاني:

الاستنتاج الثاني هو النقيض تماما، الوعي بنظرية “تأثير القرب” يجعلك تفكرين كثيرا قبل التقرب من زميل في العمل أو جعل مشاعرك تجرفك نحوه. فهذه النظرية، كما يمكنك أن تستنتجي، سلاح ذو حدين. واجهتها المؤلمة تظهر عندما يفشل مشروع العلاقة أو الارتباط مع هذا الزميل في حين أنك مجبرة على التعامل معه كل يوم. وهنا نتحدث عن ظاهرة “تأثير القرب” في جانبها السلبي والمؤلم، والتي يجب على كل واحدة منا مراعاتها قبل الدخول في علاقة عاطفية في العمل.

في الكثير من الأحيان، المرأة كما الرجل، عندما تسوء الأمور، يضطرون إلى تغيير أماكن عملهم لتفادي الاحتكاك مع الطرف الآخر. لكن تغيير مكان العمل ليس دائما ممكنا.

على هذا الأساس، أنا قلت لك أن تأخذي علاقتك العاطفية مع زميلك بكثير من الحذر والذكاء. مطباتها كثيرة، لكن مرة أخرى، ذكائك وقوة أعصابك هي من ستحسم الوضع كله لصالحك.

تحياتي لك.