You are currently viewing أحب رجلا متزوجا

أحب رجلا متزوجا

أحب رجلا متزوجا، هذا الاعتراف سمعته مرارا ومن مئات النساء. في هذه المقالة سوف نمر معا على بعض الحالات المحتملة للعلاقة العاطفية التي يمكن أن تجمع امرأة برجل متزوج. وكالعادة سأطرح موقفي من كل حالة وأوضح لك خلفيات هذا الموقف حتى تتكون لديك صورة متكاملة عن هذا النوع من العلاقات وكيفية التعامل معه.

هل هي حالة شاذة أو منفردة أن تحب المرأة رجلا متزوجا؟ طبعا لا. كما سبق وأسلفت، نساء كثر حول العالم يقعن يوميا في حب رجال متزوجين وأنت لن تكوني الأولى التي تقع في حب رجل متزوج وقطعا لن تكوني الأخيرة.

إن نوعية العلاقة العاطفية التي يمكن أن تربط أية امرأة برجل متزوج كثيرة جدا ومتعددة. وكل حالة لها خصوصياتها وظروفها لذا فإن طريقة التعامل مع كل حالة تختلف حسب اختلاف هذه الظروف والخصوصيات.

1. أحب رجلا متزوجا ويحبني لكنه مستقر أسريا:

أحببته وأنت تعلمين أنه متزوج فهو لم يخف عليك ذلك وصارحك منذ البداية بزواجه وحياته الأسرية وأولاده. لقد لمح لك بأن حياته الأسرية مستقرة جدا ولا يريد لأي شيء أن يفسد ذلك. ومع ذلك وقعت في حبه ووقع في حبك.

إذا كانت هذه الحالة تنطبق عليك فحياتك ستعيشينها بوتيرتين متعاقبتين بين عشق ورومانسية وسعادة، تليهم خيبة أمل وغيرة وألم ويأس. سوف تتعاقب عليك هذه المشاعر بين مد وجزر إلى أن تنهكك وتقتل بداخلك كل ما هو جميل وتتركك في النهاية بقايا امرأة.

هل خيبت أملك؟ صدقيني أنا هنا لا أنصب نفسي حكما عليك ولا ألومك. لكن من واجبي أوضح لك الصورة التي ستكون عليها حياتك إذا قبلت بعلاقة مماثلة. علاقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مدمرة. مدمرة للأعصاب كما للمشاعر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجني منها سوى كآبة وحزن ولحظات سعادة مسروقة لا تلبث أن تليها لحظات حزن قاتلة.

الرجل الذي تحبينه سيدتي أخبرك بأنه لن يتخلى أبدا عن زوجته وأولاده. فهم بالنسبة له، لديهم الأولوية على قلبه ومشاعره ولن يسمح لشيء بأن يعكر صفو هذه الحياة الأسرية المستقرة. لذا فالألم والمعاناة التي ستعيشينها طوال علاقتك به تقع مسؤوليتها عليك وحدك ولا يجب أن تلومي عليها أحدا غيرك. أنا لا ألومك لأنني مدركة أننا لا نستطيع التحكم في عواطفنا. ولكننا بالتأكيد نستطيع التحكم في تصرفاتنا. وهو ما لم تفعليه فانسقت بدون إرادة في علاقة عاطفية مع رجل متزوج أخبرك منذ البداية بأنك لست أولوية في حياته. لذا لا تلومي غير نفسك على مصير أدركته بعقلك وتجاهلته بقلبك.

2. أحب رجلا متزوجا وله أولاد وهو يحبني ولا يحب زوجته:

وقعت في حب رجل متزوج وهو بدوره بادلك الحب وأكد لك أنه لا يحب زوجته. أكد لك أنه أرغم على الزواج منها إرضاء لوالديه أو لظروف معينة. أخبرك أنه طالما كان يبحث عن الحب ويتوق دائما للإنعتاق من حبل هذه العلاقة الخانقة لكنه يضع أولاده دائما داخل هذه المعادلة فترجح كفتهم ويضعف ويتراجع عن قراره.

أولا مسألة عدم حبه لزوجته هي مسألة لن تستطيعي أبدا التأكد من صحتها. بالإضافة إلى أنها عادة ما تكون عذر الكثير من الرجال للحصول على الحب خارج نطاق الزواج. لذلك عليك التعامل بحذر شديد مع تصريحاته بخصوص زوجته وطبيعة علاقتهما لأنه في الغالب يخفي عنك مجموعة من الحقائق.

أما إذا افترضنا أن ما يقوله صحيح وأنه فعلا يحبك ولا يحب زوجته. فأولاده سبب قوي جدا قد يمنعه من الارتباط بك خصوصا إذا كان من نوع الرجال المرتبط عاطفيا بأولاده. فهو سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على خطوة تهدد سعادتهم واستقرارهم.

أما إن كان ارتباطه بأولاده هشا، لسبب أو لآخر، وطغت عليه الأنانية وحبه لك وأقدم على ترك أسرته من أجلك. فسيكون عليك في هذه الحالة أن تتقاسمي الرجل الذي تحبين مع زوجته وأولاده وعمله وعائلته… وفي الأخير لن يتبقى لك منه إلا جزء قليل. فهو لن يكون أبدا لك وحدك وستشعرين دائما أنه ليس ملكك وسيعذبك هذا الشعور كثيرا. علاوة على أنك ستعيشين في غيرة دائمة.

أما إن هو أهمل زوجته ونسي أولاده ونسي كل شيء من أجلك. فهنا خذي حذرك جيدا لأن من ينسى عائلته كلها من أجلك يمكن أن ينساك كذلك من أجل امرأة أخرى. دون أن نتحدث عن الناحية الأخلاقية. فكل ما سيقع لأولاده وزوجته جراء إهماله لهم خصوصا إذا كان معيلهم الوحيد، ستتحملين أنت جزءا من تبعاته.

1.2. نصيحتي إليك:

لذا، وبشكل شخصي أقول لك أن مجرد الاقتراب من رجل متزوج هو خطأ فادح ترتكبه المرأة في حق نفسه وكرامتها وكبريائها أولا، قبل أن ترتكبه في حق الزوجة الأولى والأولاد. وكما قلت لك سابقا وأكدت، قد لا تتحكمين في عواطفك ومشاعرك ولا ألومك على ذلك، لكنك بالتأكيد تستطيعين التحكم في تصرفاتك وأفعالك وقراراتك. فإن كنت امرأة سوية لا تحاولي بتاتا الدخول في علاقة عاطفية مع رجل متزوج لأنها تحمل في طياتها ألما أكثر بكثير مما تحمل من سعادة.

أعود لأوضح أنني عندما أتحدث عن امرأة في علاقة عاطفية مع رجل متزوج أقصد المرأة السوية مثلنا. تلك التي تحب وتكره، تتألم وتفرح، تشفق وتقسو، والأهم من ذلك كله، لديها حدود لا تتجازوها أبدا مهما كانت الإغراءات قوية. امرأة تحترم نفسها قبل كل شيء. فإن هي وقعت في حب رجل متزوج، وهو ما يمكن أن يقع لأية امرأة، تتقبل النقذ وتحاول جاهدة ألا تؤذي أحدا. أو على الأقل أن تخرج من هذه العلاقة بأقل الأضرار لها ولمن حولها.

قد لا يروقك ما أقول لكنني هنا لأقول لك ما يجب أن تسمعيه وليس ما تحبي أن تسمعيه. وتأكدي أن الألم جزء من حياتنا وما سيؤلمك الآن ستنسينه بعد أيام أو أسابيع؛ لكنه سيجنبك معاناة وآلاما وخسائر الله وحده يعلم حجمها.

احذري هذا النوع من النساء:

هنا أفتح قوسا لأتحدث عن امرأة لا ترتبط إلا بالرجل المتزوج ولا يحلو لها إلا زوج امرأة أخرى. امرأة تحاول جاهدة إغواء الرجل وجذبه وتدخل في صراع محموم مع زوجته للحصول عليه، رغم عدم حبها له، فقط لتثبت لنفسها وللآخرين أنها الأجمل أو الأذكى أو الأقوى… تستعمل كل الوسائل للحصول على رجل ليس من حقها. وعندما تنجح وتدمر حياة امرأة أخرى وأولاد، تخرج للتباهي بألم ومأساة أشخاص آخرين وتبني سعادتها على جثث زوجة وأطفال.

هذا النوع من النساء موجود حولنا بالتأكيد، وهو نوع مريض وبئيس وضميره غائب ولا تنفع معه أية نصائح أو توجيهات. فحب الامتلاك والانانية والنرجسية والتسلط والكره يطغى لديه على كل شيء، وهذا النوع من النساء هو أخطر نوع على الإطلاق. والأدهى والأمر من كل ذلك، أن هذه المرأة يمكن أن تتخلى بكل بساطة عن الرجل الذي حاربت للحصول عليه لمجرد أنها صادفت تحديا آخر وتريد أن تتبث فيه تفوقها مرة أخرى. فتكون بذلك قد دمرت زوجا وزوجة وأولادا دون أدنى شعور بتأنيب ضمير أو ندم.

أحب رجلا متزوجا

امرأة كهذه قد تكون موجودة في محيطك وقريبة جدا منك. فإذا كان الأمر كذلك فحاولي ما أمكنك تجنبها ولا تدخليها أبدا لحياتك سواء كنت متزوجة أم لا. فهذا النوع خطير جدا ومدمر وليس لديه وزاع من أي نوع كان.

3. أحب رجلا متزوجا ويحبني وليس لديه أولاد:

عندما تقع المرأة في حب رجل متزوج وليس له أولاد عادة ما تشعر بالارتياح والاطمئنان. تحس أن الحاجز بينها وبين سعادتها ليس كبيرا جدا بل هو فقط “امرأة”. هذا الإحساس بالارتياح هو شعور طبيعي لأننا عادة ما نحس بتأنيب الضمير اتجاه الأطفال، لكننا لا نشعر به في الغالب اتجاه زوجة أو امرأة. فالشعور بالغيرة هو غالبا ما يطغى علينا اتجاه الزوجة التي تشارك الرجل الذي نحبه بيته وحياته وفراشه. لأننا نعي أنه مهما بلغ حب الرجل لنا تظل زوجته هي المرأة الشرعية أمام العائلة وأمام المجتمع وأمام الناس. لذلك فمن الطبيعي أننا لا نشعر حيالها بأي تعاطف بل فقط بالغيرة.

ويمكن أن تتجاذبنا مشاعر مختلفة تتختلط فيها الغيرة بالحسد بالشماتة بالفضول وقد تصل حتى الكره اتجاه الزوجة الشرعية. وإذا كنا من النساء الطيبات جدا والمسالمات قد نشعر اتجاهها بالحياد ولكننا بالتأكيد لن نشعر بالتعاطف. وهاته كلها مشاعر إنسانية يصعب التحكم فيها.

لذلك فعندما تحب المرأة رجلا متزوجا وليس له أولاد ويبادلها هو الحب. لا تجد مبررا لبذل الكثير من الجهد لتفادي هذه العلاقة بل بالعكس تبذل قصارى جهدها لدفع الرجل الذي تحبه للإختيار بينها وبين زوجته. فبالنسبة لها ليست هناك أية خسائر قد تنتج عن ارتباطها بالرجل الذي تحبه ويحبها.

وبالفعل قد يختار الرجل أن يترك زوجته ليرتبط بالمرأة التي يحب. كما يمكن أن يختار زوجته لأي سبب من الأسباب عائلية كانت أو مادية أو غيرها… لذا يصعب جدا على المرأة التي تغامر بحب رجل متزوج أن تعرف بشكل مسبق موقف الرجل الذي تحبه. ففي أحيان كثيرة يأخذ الرجل قرارا نهائيا بالانفصال عن زوجته والارتباط بحبيبته، فتتدخل أسرته هو لتمنع هذا الانفصال وتتشبت بالزوجة الأولى وتفرض على الرجل الاحتفاظ بها.

1.3. تعدد الحالات:

أبدا لا يمكن للمرأة التي تقع في حب رجل متزوج مهما بلغت درجة حبها له وحبه لها، وحتى بدون وجود أطفال أن تلم بجميع حيثيات علاقة هذا الرجل بزوجته وأسرته وأسرة زوجته… وبالتالي لا يمكنها أبدا أن تتوقع ردات فعله.

وطبعا لن نستطيع أبدا الإلمام بجميع الحالات التي يمكن أن تعيشها امرأة تقع في حب رجل متزوج وبدون أولاد. فقد تكون زوجته عاجزة عن إنجاب أطفال أو مريضة مرضا يفقدها القدرة على القيام بواجباتها الزوجية. وفي هذه الحالة، تجد المرأة العاشقة نفسها في موقف قوة. بل قد تصل إلى درجة الشعور بأنها المنقذ الوحيد لحبيبها من حياة أسرية تعيسة وبدون أولاد. هنا لا تجد المرأة أي حرج في الزواج بحبيبها بعد أن يترك زوجته بل قد تدفعه إلى ذلك دفعا.

أما إذا كان هو من يعجز عن إنجاب أطفال، فعادة ما يتشبث بزوجته لأنها تعلم بعجزه. فلا يكلف نفسه وكبرياءه مشقة الاعتراف بذلك لامرأة أخرى ما دامت زوجته ترضى أن تعيش معه مع علمها بعدم قدرته على الانجاب.

أما إن استمجع شجاعته وصارح حبيبته بعجزه، فيكفي أن تقبل حبيبته بعجزه لتجده يترك زوجته بسرعة وبدون أي حرج ليرتبط بحبيبته. فأنانية الرجل لا تعادلها أية أنانية على وجه الأرض. وناذرات جدا هن النساء اللواتي يأخذن بعين الاعتبار أن الزوجة الأولى قد لا يكون لديها معيل آخر غير زوجها. وقد تحمل له مشاعر حب قوية رغم عجزه.

ربما قد لا توجد على وجه الأرض امرأة قد تود مشاركة حبيبها مع امرأة أخرى حتى لو كانت هذه الأخرى هي زوجته الأولى. لذا أقول أنه عادة عندما نحب رجلا متزوجا، غالبا ما يكون هذا الحب وهاته العلاقة على حساب شخص أو عدة أشخاص.

4. أحب رجلا متزوجا وهو لا يحبني:

أحب رجلا متزوجا

عندما تقع امرأة في حب رجل لا يحبها فسواء كان متزوجا أم لا، الأضرار تكون مدمرة. فإذا كان هذا الرجل متزوجا كانت الأضرار أكبر. فالمرأة عندما تحب رجلا متزوجا لا يبادلها أية مشاعر، تسقط في إحدى الْهُوَتَيْنِ: إما أنها تكتم مشاعرها وتعيش حبها من جانب واحد في صمت. فتكون حياتها بذلك سلسلة لا تنتهي من العذاب النفسي والإحباط الذي يزيد من حدته أنها لا تتقاسمه مع أحد. فيدمر كل يوم جزءا منها ولا تدرك من حلاوة هذا الحب إلا ما قد تشعر به في لحظات تُجْبِرُ فيه عقلها على التوقف وتفتح آمالها على مصرعيها لتتخيل أن حبيبها قد يبادلها الحب في يوم من الأيام. لكن مع الأسف لحظات السعادة تلك تنتهي بسرعة ويعيدها الواقع إلى مرارته بأسرع مما تتصور.

الحالة الثانية هي أسوء ما يمكن أن تقع فيه المرأة. وهي أن تبدأ في ملاحقة الرجل الذي تحب والتحرش به على أمل أن ينتبه لها ويبادلها مشاعرها. تفعل ذلك دون علم بأن الرجل، سواء كان متزوجا أم لا، يرفض تماما أن يكون مطاردا من طرف امرأة. فهو عادة يكره التحرش ويشمئز منه، فإن حدث وأعارها أي اهتمام فهو بالتأكيد يريد أن يستغلها. إذا لم تقرئي بعد مقالتي: حبيبي يحب امرأة أخرى، أنصحك بشدة بقراءتها ستوضح لك عبر تجربة إحدى النساء الكثير من الأخطاء التي لا يجب أبدا الوقوع فيها.

قد أكون خيبت آمال الكثير من النساء الواقعات حاليا في غرام رجال متزوجين. لكن واجبي يحتم عليا أن أحذرك مما قد ينتج عن ارتباطك بهذا النوع من الرجال.

قد لا أكون أحطت بجميع الحالات الممكنة لككني حاولت التطرق للحالات الأكثر شيوعا. وأنا أثق كثيرا في قدرتك على التمييز والتصرف حسب ما تمليه عليك خصوصية كل حالة.

خلاصة القول:

الحب شعور جميل جدا لا أحد يجرؤ على إغلاق قلبه أمامه. والأكيد أن الانسان الذي لم يعش في حياته الحب ولو لمرة واحدة هو إنسان تعيس. تعيس لأنه لم يعش أجمل شعور في الكون. هذا الشعور الذي يأتينا كالقدر فلا نملك حياله أية حيلة ونجد في استسلامنا له لذة ونشوة لا يضاهيهما أي شعور في الكون.

لذلك أنا لا أجرؤ أن أطلب منك عدم الوقوع في حب رجل متزوج. لأنه غالبا شعور يطغى عليك ولا تستطيعين مقاومته. كل ما أطلبه منك هو الآتي: إذا كانت لديك إمكانية الاختيار أو القوة الكافية للتحكم في مشاعرك؛ فرجاء تجنبي التورط في علاقة عاطفية مع رجل متزوج لأن نهايتها نادرا ما تكون بدون خسائر.

تحياتي لك.